ضمن هذا التعقيب على مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد المنشور هنا تحت عنوان: «مليونية القدس»، أود التأكيد أن مختلف القوى الحزبية والسياسية العربية والإسلامية عودتنا منذ بداية قضية فلسطين على محاولة توظيف هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، ويبدو أن المتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني ومحنته قد دخلت الآن مرحلة جديدة، حيث إن دخول جماعات الإسلام السياسي بعد الأحزاب القومية السابقة، في مزاد استغلالها ودغدغة مشاعر الجماهير العريضة بها يمثل تطوراً مقلقاً لمستقبل القضية، خاصة أن جماعات الإسلام السياسي مستعدة في العادة لأي شيء، ولأي نوع من المقايضات والتنازلات في سبيل السلطة. وفي حالة مصر من المعروف أن كل الشعب المصري يدعم القضية الفلسطينية، ولكن محاولات التوظيف من قبل جماعات الإسلام السياسي للقضية هي ما جعل الناس لا ينخرطون فيما سماه أصحابه "مليونية" تبين أن عدد حضورها انتهى في الأخير على قرابة ألفي شخص، وهذا مؤشر واضح لسعة الوعي بضرورة إبعاد القضية الفلسطينية عن مساعي تجييرها في سياق الصراع السياسي الداخلي. إبراهيم حلمي - الدوحة