تحديات ما بعد الانتخابات الباكستانية... وإدارة جديدة لمنظمة التجارة العالمية -------- نتائج الانتخابات الباكستانية، وتحديات أوباما في ولايته الثانية، وتعيين مدير جديد لمنظمة التجارة العالمية... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. -------- انتخابات باكستان هل يستطيع هذا الرجل الفولاذي إنقاذ باكستان؟ بهذا السؤال عنونت صحيفة "ذي إيدج" الأسترالية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، والتي خصصتها للتعليق على نتائج الانتخابات الباكستانية. أما الضمير في السؤال، فيعود إلى نواز شريف، زعيم حزب الرابطة الإسلامية الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان. الصحيفة قالت إن ثمة عدداً من الأسباب التي تدفع إلى التفاؤل حول الانتخابات الباكستانية، ليس أقلها مثابرة الشعب الباكستاني الذي شارك في الاقتراع بأعداد قياسية قدرت بـ60 في المئة من الناخبين، مقارنة مع 44 في المئة فقط قبل خمس سنوات، وذلك على رغم تهديدات "طالبان باكستان" بقتل كل من يشارك في هذه الانتخابات. فعلى رغم المخاطر المحدقة، تقول الصحيفة، إلا أن الباكستانيين أصروا على إسماع صوتهم. وهذا أمر لا يعزى فقط لوجود لاعب الكريكيت السابق عمران خان، الذي تنافس في الحملة الانتخابية ببرنامج يدعو لمحاربة الفساد، وإنما أيضاً لأسباب سياسية محضة. ذلك أن هذا هو أول انتقال لباكستان من حكومة منتخبة إلى أخرى من دون تدخل للجيش -مثلما كان يحدث كثيراً من قبل. الصحيفة قالت إن النتيجة، وبالنظر إلى المزاج السياسي الهش والمتقلب في باكستان في كثير من الأحيان، تمثل "مؤشراً مشجعاً" على تحول نحو ديمقراطية حقيقية وربما دائمة أكثر، مضيفة أن الرابطة الإسلامية المحافظة، التي يقودها نواز شريف، تبدو مستعدة لتشكيل حكومة، بعد فوزها بـ128 مقعداً من أصل 272 مقعداً في الجمعية الوطنية. وعلى رغم أن النتيجة لم تصل إلى الـ137 مقعداً اللازمة لتشكيل أغلبية بسيطة، تقول الصحيفة، إلا أن شريف يفترض أن يكون قادراً على تشكيل ائتلاف مع بعض المرشحين المستقلين بدلاً من «زواج مصلحة» مع أحد الأحزاب الكبيرة. الصحيفة ترى أن خلفية شريف الميسورة ومقاربته السياسية المتشددة في كثير من الأحيان قد تبدو غير منسجمة مع دوره الجديد كمنقذ ممكن لباكستان، غير أن ثمة عاملين مهمين على الأقل يصبان في مصلحته، كما تقول. أولهما اعتزامه -مثلما أوضح ذلك جيداً- الإبقاء على الجيش في ثكناته، والثاني رغبته في تحسين علاقات باكستان السياسية والتجارية مع الهند المجاورة. تحديات أوباما هل ستُختزل حصيلة إنجازات أوباما في النجاحات التي حققها خلال ولايته الأولى؟ بهذا السؤال استهلت صحيفة "لوتان" السويسرية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، وفيها أشارت إلى أن أوباما يواجه اليوم ثلاث أزمات يمكن أن تقلص، أو تقضي كلياً على هامش المناورة الذي يتمتع به لمعالجة ملفات يرى أنها ضرورية من أجل ترك بصمته في تاريخ الولايات المتحدة: إصلاح شامل للهجرة، وآخر لقانون الضرائب، وإغلاق معتقل جوانتانامو. وحسب الصحيفة، فإن التنصت على بعض الصحفيين، واستهداف مصلحة الضرائب لمجموعات محافظة تابعة لحركة حفل الشاي، والاتهامات بحجب معلومات في قضية الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي... كلها أمور يمكن أن تكلف أوباما رأسمالاً سياسياً ثميناً على غرار فضيحة إيران- كونترا في عهد ريجن أو قضية لوينسكي في عهد كلينتون. وترى الصحيفة أن هناك انتقادات بالفعل للرئيس الأميركي، مشيرة إلى أنه إذا لم يكن على علم بالفضيحتين الأوليين، فإنه تأخر بالمقابل في الرد بحزم وصرامة من أجل إعادة النظام داخل إدارته. أما فيما يتعلق بالهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، فترى الصحيفة أن أوباما لم يُظهر قدراً كافياً من الزعامة عندما ترك حرباً داخلية بين وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، الـ"سي آي إيه" تملي مجريات الأمور، حيث "بدا البيت الأبيض غامضاً وفي موقف دفاعي". غير أن الصحيفة ترى أن هذه المرحلة، على صعوبتها، قد يصدق عليها القول "رب ضارة نافعة"، على اعتبار أنها قد تدفع أوباما إلى أن يُثبت أنه يتحلى بالشجاعة -عبر الاعتماد على الرأي العام- لإغلاق جوانتانامو. وإذا أبدى هذه الشجاعة، تضيف الصحيفة، فإن الجمهوريين يمكن أن يدفعوا ثمناً باهظاً خلال انتخابات منتصف الولاية في 2014، وخاصة في ضوء "سياسة حرب العصابات البرلمانية" التي يتبعونها حالياً. وهكذا يستطيع الرئيس الديمقراطي أن ينهي ولايته الأخيرة وفي جعبته نجاح أو نجاحان مقنعان. أما من دون ذلك، فإنه سيواجه خطر إنهاء رئاسة تاريخية من دون بريق. مشاكل أفريقيا صحيفة «ذا ميل آند جارديان» الجنوب إفريقية شددت على ضرورة أن تسعى جنوب إفريقيا إلى كسب ثقة بقية الدول الكبرى في القارة، معتبرةً زيارة رئيس نيجيريا جودلاك جوناثان إلى بريتوريا فرصة مواتية لإصلاح ما لحق بالسمعة الدولية للبلاد من ضرر. وقالت الصحيفة إن انسحاب جنوب أفريقيا "المحرج" من جمهورية أفريقيا الوسطى قبل نحو شهر كان هو السبب في هذا الضرر؛ ذلك أن جنوب أفريقيا لم تفقد جنوداً في معركة بانجي مع المتمردين الذين أطاحوا زعيم البلاد فحسب، وإنما طُلب منها أيضاً الكف عن حشر أنفها في شؤون بعيدة جداً عن حدودها. فقد جادل بعض زعماء جمهورية أفريقيا الوسطى، الذين أغضبهم تدخل جنوب أفريقيا في بلادهم، بأنه حري بجنوب أفريقيا أن تهتم بشؤونها الخاصة. وتقول الصحيفة إن أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الموقف الذي ينظر إلى جنوب إفريقيا بعين الريبة هو حقيقة أن بريتوريا فشلت في نسج علاقات جيدة مع بلدان وسط وغرب إفريقيا، ومن ذلك عدد من البلدان الفرانكوفونية -ونيجيريا. وعليه، فإنه ينبغي النظر إلى زيارة جوناثان في هذا السياق، تقول الصحيفة. فالأمر يتعلق بمحاولة من جنوب أفريقيا إصلاح الأمور مع لاعبين مهمين في أجزاء أخرى من القارة. وهذا مهم لأن ثمة تصوراً خاطئاً سائداً في القارة بأن جنوب أفريقيا تسعى لفرض نفسها على بقية القارة، ونصبت نفسها زعيمة لها. وفي الختام، شددت الصحيفة على ضرورة أن تنكب الحكومة الجنوب أفريقية على العمل الصعب مع هذه البلدان الأفريقية -المتشككة والمرتابة في طموحات جنوب أفريقيا القارية- للتخلص من "التصور الخاطئ بأننا نفرض أنفسنا عليهم ونتصرف كأخ أكبر". والدليل على ذلك، تتابع الصحيفة، هو أن الأمر تطلب الكثير من العمل الجاد لإقناع الرئيس الزائر بالقدوم والجلوس والتحدث كصديق، تضيف الصحيفة، قبل أن تختم بالقول إن دعوة رؤساء دول أفارقة إلى اجتماع على هامش قمة "بريكس" في دوربان شكل خطوة في الاتجاه الصحيح. مدير جديد صحيفة «ذا هيندو» الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على تعيين البرازيلي روبرتو آزفيدو مديراً جديداً لمنظمة التجارة العالمية خلفاً للفرنسي باسكال لامي، معتبرة أن اختياره يكتسي الكثير من الرمزية والدلالات. وقالت الصحيفة إنه على رغم أن آزفيدو ليس أول شخص من العالم النامي يشغل هذا المنصب، إلا أنه الأول من أميركا اللاتينية ويأتي من بلاد تمثل سوقاً ناشئة كبيرة تزداد مكانة وأهمية بسرعة ومستعدة لإظهار قوتها في المجال الاقتصادي الدولي، معتبرةً أن مهارات آزفيدو الدبلوماسية ومعرفته بدواليب منظمة التجارة العالمية ستساعده كثيراً في النهوض بمهامه الجديدة. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن المدير المنتهية ولايته باسكال لامي، الفرنسي والمفوض الأوروبي المكلف بالتجارة سابقا، اتُّهم بالانحياز للغرب. ومع أن عملية الاختيار في منظمة التجارة العالمية غامضة وغير شفافة، تقول الصحيفة، إلا أن الدعم الذي قدمته البلدان النامية لآزفيدو بالإجماع تقريباً هو الذي مكنه من المرور على رغم الرد الفاتر للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتذهب إلى أن التصويت يمثل مؤشراً على ما قد يحدث في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في حال أصبحت هاتان المؤسستان أكثر ديمقراطية. إعداد: محمد وقيف