ومضة سلام في الشرق الأوسط... ومجازر سورية مهملة مرسي "يغدر" بالديمقراطية، وأصداء بدء تنفيذ اتفاق السلام بين تركيا وحزب «العمال الكردستاني»، ودرس من التحقيق في حادثة بنغازي التي أودت بحياة السفير الأميركي في ليبيا، وهل طغى القصف الإسرائيلي لسوريا على ما يجري في الأخيرة من مجازر؟ ... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. «خيانة مرسي» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «خيانة مرسي»، أشارت «واشنطن بوست»، إلى أن أحمد ماهر الناشط المصري الذي تعتبره الصحيفة أحد قيادات ثورة يناير 2011 كان مؤيداً لمرسي خلال الانتخابات الرئاسية المصرية معتقداً آنذاك أن فوز مرسي على المرشح المنافس المدعوم من الجيش سيعزز على الأرجح الديمقراطية في البلاد. وفي الأسبوع الماضي، وأثناء زيارة ماهر لواشنطن قال إن مرسي خانه، وخان حركة 6 أبريل. ماهر قال-حسب الصحيفة: «لقد كذبوا علينا، وحنثوا بوعودهم، وقتلوا أعضاء من حركة 6 أبريل»...ماهر قال: «حكومة مرسي تشبه مبارك... إنهم يسعون فقط إلى السلطة». وحسب «واشنطن بوست»، ما قاله ماهر تم تعزيزه بانتهاك آخر، فبمجرد عودته إلى القاهرة يوم الجمعة الماضي، قادماً من الولايات المتحدة، ألقي القبض عليه في المطار. ماهر البالغ من العمر 32 عاماً أسس قبل خمس سنوات حركة 6 أبريل، ونظم احتجاجات ضد نظام مبارك، وفي مارس الماضي اتُهم بالتحريض على وزير داخلية مرسي. ماهر نقل إلى سجن شديد الحراسة ما أثار ردود فعل في القاهرة وواشنطن. وفي يوم السبت الماضي تراجعت السلطات المصرية عن قرارها وأطلقت سراح ماهر. هذا الأخير يعارض استراتيجيات بعض قادة المعارضة المصرية كمقاطعة الانتخابات المقبلة، أو دعم انقلاب عسكري ، ماهر حذر الولايات المتحدة من تكرار أخطاء الماضي والتسامح مع مساعي مرسي لتعزيز سلطته. ومضة سلام تحت عنوان «تفعيل الاتفاق التركي- الكردي ومضة في سلام الشرق الأوسط»، نشرت «كريستيان ساينس مونيتور» الخميس الماضي افتتاحية، استنتجت خلالها أن اتفاق السلام الذي أنهي صراعاً طويلاً وعنيفاً في الشرق الأوسط بين تركيا وأقليتها الكردية، قد بدأ يدخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي، عندما بدأت قوات حزب «العمال الكردستاني» الانسحاب في اتجاه الحدود العراقية ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار بين أنقرة والحزب. في المقابل يتعين على تركيا القيام بخطوة، حيث إن كلا الطرفين يقران بواقع جديد في المنطقة. الصحيفة تقول إن الانتصارات المحدودة في الشرق الأوسط عادة ما تستحق الاهتمام خاصة عندما تكون مدفوعة بمنطق مثالي. الصراع التركي- الكردي، الذي دخل عامه التاسع والثلاثين، شهد تطوراً مهماً حيث بدأ قرابة 2000 من مقاتلي حرب «العمال الكردستاني» الانسحاب من تركيا كخطوة أولى لتنفيذ اتفاق سلام تاريخي. ما تم التوصل إليه خطوة على طريق صعب لكل من طرفي النزاع، اللذين ترى الصحيفة أن لديهما حوافز قوية للمضي قدماً على طريق اتفاق السلام. من جانبه، يرى حزب «العمال الكردستاني» أن «الربيع العربي» أوجد قبولاً إقليمياً للحريات والحقوق، وهذا يشمل السكان غير العرب في بلد مثل تركيا الذي يعيش فيه 14 مليون كردي. أما أنقرة، فتسعى لتصنيف أفضل في مجال حقوق الإنسان، كي تتبوأ مكانة متقدمة على الصعيد العالمي، أو ربما تتمكن من الانضمام للاتحاد الأوروبي. درس بنغازي في «نيويورك تايمز»، وتحت عنوان «اللوم الأكبر على حادثة بنغازي»، كتب «إيتان كورين» يوم أمس مقالاً توصل خلاله إلى أن التحقيقات التي أجرتها واشنطن بخصوص الهجوم الإرهابي الذي وقع في 11 سبتمبر الماضي ضد القنصلية الأميركية في بنغازي ركز على «الشيء الخطأ». الكاتب الذي خدم في ليبيا موظفاً بالخارجية الأميركية خلال الفترة من عام 2004 إلى عام 2006، ومؤلف كتاب : «خروج العقيد: التاريخ المخفي للثورة الليبية»، يرى أن الفشل الأميركي الذي ظهر خلال الحادثة التي أدت إلى مقتل السفير الأميركي «كريستوفر ستيفنز» وثلاثة من موظفي البعثة الدبلوماسية الأميركية، لا يكمن في أخطاء تكتيكية تتعلق بأمن البعثة الدبلوماسية، بل بسبب اعتقاد الأميركيين أن التدخل في ليبيا سيكون أسهل وأقل كلفة، وهذا التصور جعلهم يعتقدون أن يدخلوا ليبيا ويخرجوا منها بسرعة، وأن يركزوا على العاصمة طرابلس، دون أن يعطوا الاهتمام الكافي لمدن ليبيا الشرقية، التي بدأت منها الثورة الليبية. وحسب الكاتب، كانت النتيجة أننا نحن الأميركيين أسأنا قبيل التدخل الغربي، تقدير الأهمية الإقليمية لليبيا، وأسأنا فهم أهمية بنغازي بالنسبة لاستقرار ليبيا بعد الحرب التي أطاحت بالقذافي. وكنا غير مستعدين لمواجهة مجموعات إرهابية تسعى لمنع إحراز تقدم على صعيد الحكم المدني في البلاد. وبالمختصر المفيد، إذا كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحلفاء واشنطن من العرب قد تعلموا من خبرتهم في العراق ونفذوا خطة شاملة لبنغازي تغطي كل شيء وتتضمن الدعم الفني والأمني وأطقم الموظفين، لكان بالإمكان تفادي وقوع الحادثة، والحيلولة دون حصول المتطرفين على زخم جراء ارتكابها. وينوه الكاتب إلى التدخل الغربي الذي أطاح بالقذافي قد تم بمهارة ، وكان قادراً على تحقيق مكاسب تفوق الضرر الذي ترتب عليه، لكن السياسة الأميركية، تعاني تاريخياً- من اعتقاد خاطئ مفاده ليبيا- تأتي في أفضل تقدير- على هامش ما يدور في العالم العربي، وهذا المنطق جعل الحكومة الأميركية، تعتقد أن عواقب التدخل في ليبيا من السهل احتواؤها. لكن فشل الأميركيين في التنبؤ بالمدى الذي يمكن أن تنتشر به الأسلحة الليبية، وتصل إلى أياد المتطرفين في منطقة الساحل وما وراءها، بما في ذلك مالي ووصول أسلحة خطيرة إلى«الجهاديين» في سوريا وقطاع غزة. وفي الموضوع ذاته، وتحت عنوان «قرارات بنغازي: اجعلوا كشف الحقيقة مهمة تخص الحزبين»، نشرت «شيكاغو تريبون» يوم الاثنين الماضي افتتاحية، توصلت في نهايتها إلى خلاصة مفادها أن قبل عشر سنوات، كشفت «لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر» كيف أن مهمتها لم تكن صب اللوم، بل منع وقوع هجمات في المستقبل، ومساعدة الأميركيين على إصلاح ثغرات في أنظمتهم. وهذا ما تأمل الصحيفة في تحقيقه في لجنة التحقيق المعنية بحادثة بنغازي... فلا ينبغي ترك الأميركيين الذين يمثلونا جميعاً سواء «جمهوريين» أم «ديمقراطيين» أو مستقلين عرضة للخطر. مجازر مهملة في مقالها المنشور بـ«ميامي هيرالد»، يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «نفاق حول القصف الإسرائيلي لسوريا»، رأت «فريدة جيتس» أنه لم يمر وقت طويل على القصف الإسرائيلي لسوريا حتى طلبت جامعة الدول العربية من مجلس الأمن الدولي «التحرك بسرعة لإنهاء الهجمات الإسرائيلية على سوريا» ووصفت الجامعة الهجمات بأنها «انتهاك خطير لسيادة دولة عربية». الكاتبة تقول إن الجامعة التي لا تزال تُجمل الطغاة – لم تجد وقتاً في جدول أعمالها المكتظ كي تقول أي شيء عن المجزرة التي سقط فيها 77 سورياً في بلدة «بانياس» ، إضافة إلى سقوط العشرات في منطقة «البيضا»، ما أدى إلى هروب آلاف السوريين من مناطقهم خلال الأيام الماضية، ناهيك عن ملايين شردتهم الحرب الأهلية، وعشرات الآلاف من القتلى. المعارضة السورية تلوم نظام بشار على ما يقع من عمليات قتل، وهو موقف تتفق فيه مع تركيا المجاورة. وزير الخارجية التركي كان على حق في إطلاق تحذيرات من شن الأسد ما يعرف بـ« الخطة ب» أو حملة تطهير عرقي. وهذه خطوة هجومية، لإحلال جماعات محل أخرى في مناطق معينة. تركيا تتهم الأسد بمحاولة تطهير منطقة الساحل السوري عرقياً، لصالح الطائفة العلوية. وإذا كان هذا الأمر صحيحاً فهذا يعني أننا بصدد مشاهدة المزيد من المجازر بحق المدنيين. ويرى الكاتب أن هذا الخطر يحظى باهتمام قليل لدى بعض الأنظمة العربية المشغولة باتهام إسرائيل بانتهاك سيادة سوريا. إعداد: طه حسيب