أعجبني التعليق الذي ضمّنه الدكتور عادل الصفتي في مقاله المنشور هنا، «مفارقات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، على قصتين خبريتين منشورتين جنباً إلى جنب في صحيفة إسرائيلية وعلى نفس الصحفة؛ يقول أحدهما إن نتنياهو يؤمن بأن «السلام ضروري»، ويقول الثاني: «إسرائيل تقصف سوريا». ومن هذه المفارقة يرى الكاتب أن ما هو مكتوب في عمودين متجاورين يعبّر عن أكثر الأبعاد إثارة للدهشة في هذا الصراع، وهو البعد الخاص بالقدرة على اختراق ذهن المتلقي من دون مقاومة. فجهود «صناعة القبول» أدت إلى تثليم الحواس، وتحييد مهارات التفكير النقدي، كما نتج عنها تغير كثير من المفاهيم والمسميات: فالدعايات أصبحت حقائق، والجاني أصبح ضحية، والضحية أصبح جانياً! وفي ظل هذا التشويه المتعمد للحقائق، بات بالإمكان إعادة تعريف الصراع، وإعادة تخيل أسبابه، وإعادة اختراع وصفات إنهائه، وفصله كلياً عن مبادئ العدالة والقانون... ولكونه أصبح مدفوعاً بدافع لوم الضحية، بات يسعى للهيمنة وإدامة القهر! فهد جمال -الأردن