رسم الدكتور رضوان السيد في مقاله «انسدادات الواقع وإمكانيات التسديد» خريطة التأزم السياسي والمجتمعي الذي يسود كلَّ البلدان العربية التي جرى فيها تغيير الحاكم أو نظام الحكم، موضحاً أن كل الذين وصلوا للسلطة في تلك البلدان لا يملكون توجهاً واضحاً ولا بدائل يمكن السير فيها بثقة واطمئنان. وإذا كان التأزم في حالتي سوريا والعراق لم يفض إلى تغيير الحاكم بعد، فإن أوضاع البلدان العربية التي سقط رؤساؤها ليست أحسن حالا؛ ففي ليبيا مثلا ذهب القذافي وأولاده، وقطعت العملية السياسية مرحلةً لا بأس بها، لكن البلاد غاصّة بالسلاح والمسلحين. وفي تونس هناك معاناة من تزعزع الأمن، وتأخر كتابة الدستور، وسوء الأوضاع الاقتصادية. أما في مصر، ورغم أن العملية السياسية مضت بخطوات أسرع، فإن الدستور الجديد لا يزال موضع خلاف، ومجلس الشورى يصدر قوانين لا يلتفت إليها أحد، ولم يتحدد بعد متى ستجري الانتخابات التشريعية، وهناك اشتباك على الحكومة القائمة، واشتباك بين النظام والقضاء، ومع الإعلام. إنها خريطة «الربيع العربي» مع حصيلة آماله المغدورة وأحلامه المجهضة! إبراهيم مالك -لبنان