Foreign Affairs خط أوباما الأحمر ومأساة الروهينجا اشتمل العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن مجلس «العلاقات الخارجية الأميركي» على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان «حماقات الخط الأحمر»، كتب ديفيد روثكوف مقالاً انتقد فيه إقدام أوباما على استخدام تعبير «الخط الأحمر» الذي كان قد قال إنه الخط الذي سوف يعتبر أن الأسد قد عبره إذا ما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ما سيعرضه لـ«عواقب وخيمة». ويرى الكاتب أنه لم يكن هناك داع لاستخدام ذلك التعبير، وأن الرئيس استخدمه من باب التفاصح واستعراض العضلات اللغوية، وأنه عندما قاله لم يكن لديه تصور عن ماهية «العواقب الوخيمة» التي سيتعرض لها الأسد، وأن التهديد بعواقب وخيمة يصلح في حالة تهديد الأطفال المشاغبين، وليس مع دكتاتور في سدة الحكم. علاوة على أنه لم يظهر أثر لتلك العواقب، عندما ظهرت تقارير تفيد باستخدام مواد كيماوية في الحرب الدائرة في سوريا، حيث بدت الولايات المتحدة مترددة وليس لديها تصور لما تقوم به، وكان تصرفها في هذا الشأن نموذجاً لردود الفعل العشوائية بشكل لا يليق بدولة كبرى في سياق أزمة بخطورة الأزمة السورية. وتحت عنوان «حان الوقت كي يبادر بورما بالعمل»، كتب ديفيد سكوت ماثيسون مقالاً يبدؤه بالقول إن مظاهر الانفتاح والازدهار الاقتصادي في رانجون، والتي تثير شعوراً بالتفاؤل لدى الغربيين، تتناقض تاماً مع الأوضاع في المناطق الداخلية التي تحتدم فيها حرب أهلية شهدت مؤخراً صراعات طائفية دامية بين البورميين البوذيين ومسلمي الروهنجا في ولاية راخين التي باتت مصدر إحراج للحكومة الإصلاحية، وعلامة استفاهم على الدور المستقبلي للجيش في تلك البلاد، ما يستدعي تدخلاً حاسماً من قبل الرئيس «ثين سين» لحماية الأقلية المسلمة، وتحديد دور القوات المسلحة خلال المرحلة المقبلة. «التفاهم»: نظريات الحقوق خصص العدد الأخير من مجلة «التفاهم» محوره الرئيسي لفكرة الحقوق في جوانبها الاجتماعية والسياسية، كما عُرفت في الأنظمة الحديثة والمعاصرة. وتحت عنوان «حقوق الله وحقوق العباد... بين الحرية والمسؤولية»، كتب رئيس التحرير الدكتور عبد الرحمن السالمي مقالاً افتتاحياً حول معنى الحق والتكليف في منظومات المتكلمين والفقهاء، كما تناول الحقوق أو المصالح الضرورية الخمس، أي النفس والعقل والدين والنسْل والمِلْك. هذا، وتضمن المحور عشرة بحوث عُنيت بالحريات والحقوق ونظريات السيادة والمشروعية والشرعية؛ فكتب الدكتور رضوان السيد عن «المشروعية والشرعية والحقوق في التجربة التاريخية للأمة»، حيث لاحظ أن التجاذُبات بين المشروعية والشرعية بدأت منذ زمن مبكر عندما استطاعت السلطات الاحتجاج بضرورات المشروعية لتجاهُل الكثير من شروط ومقومات الشرعية. فيما تناول الدكتور معتز الخطيب «منظومة الحقوق ومقاصد الشريعة عند الفقهاء»، حيث اعتبر «المصالح الضرورية» الواردة لدى الشاطبي والمقاصديين حقوقاً للأفراد ومقولةً لمجموع الأمة، كما لاحظ أن الإنسان في النظر الفقهي هو إنسان التكليف قبل أن يكون صاحب حق وحرية. وقدَّمت الدكتورة منى أبو زيد دراسة حول مصطلح «المدني» في الفلسفة الإسلامية، لتصل إلى أن ذلك المصطلح يجمع الأمرين: المدني بمعنى الإنساني، والمَدَني باعتباره علماً في تدبير المدينة، لذلك يتحدث الفارابي عن التدبير المدني، والعلم المدني، والسياسة المدنية. أما مايكل كوك فكتب دراسةً يتساءل فيها: «هل الحرية السياسية قيمة إسلامية؟»، مركزاً على تجربة العرب في جاهليتهم وزمنهم الحديث، ومتطرقاً في الوقت ذاته لمصطلحات ومفاهيم الحرية والسياسة في الأزمنة الوسيطة والحديثة، حيث يؤكد أخيراً أنّ الحرية كانت قيمةً معتبرةً في أفكار المسلمين وأعمالهم، وإن لم تكن لها تأثيرات واضحة في النظم والمؤسسات.