على أديم أرضية الشارع المغبرة ووسط ظروف حياة صعبة ومتجهّمة لا تلتقط براءة الأطفال من أوجه الحياة هنا بضواحي العاصمة الأفغانية كابول سوى وجهها المُشرق، ودواعي السعادة، والتعلق بالحياة، حيث يقبلون على مباهج اللهو، ضمن توزيع أدوار معقول في اللعب، حيث يستمتع الطفل الأصغر بالجلوس في وعاء "الجركن"، ويجر الطفل الأكبر حبل السحب المربوط في الوعاء، فيما هنالك أيضاً من يتولى دفعه من الخلف والاعتناء بالراكب الصغير عن قرب. وفي الخلفية تبدو فوضى الأشياء على أشد ما تكون في عريش متهالك، قرب حائط طيني كدر، وترسم الجبال هناك في أعلى الأفق مشهداً آخر مهيباً تخفره السحب القريبة كالدخان، والسماء الحانية مظللة في كنفها آمال الأفغان بغد آخر مأمول، تتحقق لهم فيه وعود الإعمار، وتأتي معه إليهم أيام الازدهار. (ا ب)