أسئلة معلقة في تفجيرات بوسطن... وتعهد جديد بإغلاق «جوانتانامو» -------- مأساة انهيار مصنع للنسيج في بنجلاديش، ودعوة أوباما مجدداً إلى إغلاق معتقل جوانتانامو، وتواصل التحقيقات في هجوم ماراثون بوسطن، وتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. -------- مأساة جديدة صحيفة «إل باييس» الإسبانية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على حادث انهيار مصنع للنسيج مؤلف من ثمانية طوابق قبل نحو أسبوع قرب العاصمة البنغالية داكا، وهو ما خلف أكثر من 380 قتيلاً، وأكثر من 1000 جريح عدد منهم قضى تحت الأنقاض، في حين ما زال المئات في عداد المفقودين، ومعظمهم كانوا عمالاً يصنعون الملابس لشركات في أوروبا والولايات المتحدة. الصحيفة قالت: "مرة أخرى، الصورة المؤلمة نفسها للجثث والأنقاض. ومرة أخرى، يحدث ذلك في بنجلاديش"، مضيفة أن "مديري المصانع كانوا يُرغمون العمال على الدخول، والعمل رغم الشقوق والتصدعات التي ظهرت فجأة داخل المبنى" وأن "الإهمال وغياب القوانين يتسببان في حوادث دائمة في هذا النوع من أماكن العمل"، مذكرة في هذا السياق بأن أكثر من 100 شخص ماتوا في حريق اندلع في مصنع آخر قبل خمسة أشهر. واعتبرت الصحيفة أن حجم المأساة لفت الانتباه إلى صناعة النسيج المعولمة، مضيفة أن بنجلاديش أضحت الوجهة المفضلة الجديدة لشركات الموضة العالمية، بدلاً من وجهات تقليدية، مثل الصين وفيتنام. والسبب هو أن لديها بعضاً من أكثر الأجور انخفاضاً على مستوى العالم. ولذلك، فإن صناعة النسيج باتت تشكل 80 في المئة من صادرات ذلك البلد الآسيوي، وتوظف أربعة ملايين عامل. وتقول الصحيفة، إن مالكي الـ5 آلاف مصنع تقريباً الموجودة في البلاد يشكلون طبقة قوية تمول الزعماء السياسيين وممثلة في البرلمان. ولذلك، فإنه ليس من قبيل المصادفات أن مالك المبنى المنهار، الذي خرق كل قوانين سلامة البناء، كان عضواً قيادياً في الحزب الحاكم، كما تقول. «الإرهاب وحكم القانون» تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «ذا هيندو» الهندية افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس، وخصصتها للتعليق على تصريح لأوباما بتاريخ 30 أبريل قال فيه، إن معتقل جوانتانامو يجب أن يغلق، وهو تصريح يجدد تعهداً سابقاً قدمه أوباما في بداية ولايته الأولى بإغلاق المعتقل. وهكذا يقول الرئيس الأميركي اليوم، إن السجن ليس ضرورياً "للإبقاء على أميركا آمنة"، مضيفاً أنه غير فعال، ويضر بمكانة الولايات المتحدة، ويضعف التعاون مع حلفائها في مجال محاربة الإرهاب، ويمثل "وسيلة تجنيد" بالنسبة للمتطرفين. الصحيفة قالت إن السبب المباشر لهذا الإعلان قد يكون الدعاية الشرسة بخصوص الإضراب عن الطعام في المعتقل، الذي دخل شهره الثالث وبات يشمل الآن أكثر من 100 معتقل من أصل 166، ما زالوا هناك، وكثير منهم أمضى11 سنة، مضيفة أنهم يشعرون بالمرارة، بسبب استمرار اعتقالهم من دون أن توجه إليهم أي تهم ومن دون محاكمة؛ فقد أخبر مسؤول أميركي رفيع الكونجرس بأنهم شعروا بالإحباط الشديد، عندما تراجع أوباما، في بداية ولايته الأولى، عن إغلاق جوانتانامو، ثم فشل في نقل النزلاء إلى سجن فيدرالي على التراب الأميركي الرئيسي. الصحيفة قالت، إنه إذا كانت تصريحات أوباما حول المعتقل دقيقة -أن "جوانتانامو"، مثلاً، يكلف ضعف معتقل مماثل على التراب الأميركي الرئيسي- فإنه من المؤسف أن تصريحه يغفل المبادئ القضائية الأساسية. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن أوباما يقول إن الكونجرس منعه في الماضي من إغلاق المعتقل، ولكنه قام هو نفسه بتوقيع تشريع يقيد نقل المعتقلين إلى بلدان أخرى. هجوم بوسطن ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس لخميس، علقت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية على التحقيقات المتواصلة في تفجيري ماراثون بوسطن. وقالت في هذا السياق إن المحققين يواصلون ملء الفراغات والإجابة على الأسئلة الكثيرة بخصوص الهجوم، ولكن سؤالاً واحداً كبيراً ما زال معلقاً وهو: لماذا؟ ما الذي دفع تامرلان تسارناييف وأخاه الأصغر جوهر لزرع قنبلتين تقليديتي الصنع بالقرب من خط النهاية؟ الصحيفة تقول إن الأدلة تشير إلى أن تامرلان كانت تحركه معتقدات دينية متطرفة، وعداء عميق تجاه الولايات المتحدة، غير أنه من غير الواضح الدافع، إن وُجد، الذي قد يكون حرك أخاه ودفعه للقيام بما قام به، مضيفة أن الأخوين يعتقد أنهما تصرفا بشكل منفرد، ولكن المسؤولين يواصلون تعقب كل الاتصالات الممكنة لرؤية ما إن كانا جزءاً من شبكة إرهابية أكبر. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن دراسة جديدة أحصت 53 مؤامرة مزعومة لإسلاميين متشددين كانت تستهدف الولايات المتحدة منذ 2001. وقد أُحبطت جميعها تقريباً قبل حدوث أي ضرر؛ والاستثناءات تتمثل في هجمات فاعلين منفردين أطلقوا النار على ضحاياهم، وليس واضعي قنابل. وباحتساب ضحايا هجوم بوسطن، تكون حصيلة قتلى فترة 11 سنة هي 19 قتيلاً. وهو رقم كبير من دون شك، تقول الصحيفة، ولكنه ينبغي أن يُنظر إليه في سياقه. ذلك أن أكثر من 30 ألف شخص، مثلاً، يموتون بسبب الأسلحة النارية كل عام في الولايات المتحدة -ومع ذلك، فإن الأميركيين يرفضون تشديد قوانين حيازة السلاح. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن السرعة التي تمكنت بها السلطات من تحديد هوية الأخوين تسارناييف وتعقبهما تمثل دليلاً على فعالية أجهزة محاربة الإرهاب الأميركية. برلسكوني عائد "بعد خروجه المخزي من السلطة قبل 18 شهراً، من الصعب تصديق أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني عاد ليضع يديه على مقاليد السلطة في روما. ولكن ذلك هو واقع الحال، والأمل هو أن تكون الحكومة الجديدة للبلاد قادرة، على رغم الظلال الطويلة التي يلقيها، على التصرف بشجاعة لمعالجة ظروف وصفها بنك إيطاليا بأنها أصعب أزمة منذ الحرب العالمية الثانية في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة "اليورو". بهذا استهلت صحيفة "ذي أستراليان" الأسترالية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، التي خصصتها للتعليق على تنصيب الحكومة الإيطالية الجديدة. الصحيفة قالت إن برلسكوني ليس عضواً في "الائتلاف الكبير" الذي يضم أحزاباً من اليسار واليمين؛ ولكن تلميذه أنجيلينو ألفانو، نُصب نائباً لرئيس الوزراء الجديد المنتمي إلى الحزب الديمقراطي اليساري الذي يحظى بتقدير كبير، إينريكو ليتا، في حين مُنح أنصار برلسكوني حقائب وزارية مهمة. وبذلك، بات برلسكوني، وكما جاء على لسان أحد المعلقين البارزين، يمتلك سلطة حقيقية لـ"قتل الحكومة في أي يوم"، وهو ما يمثل عودة لافتة لرئيس الوزراء السابق، على رغم فضائح الجنس والمال التي لاحقته. وهذا الوضع سيجعل الحياة صعبة بالنسبة لإنريكو ليتا، تقول الصحيفة. غير أنه طالما تمكن من الإبقاء على رئيس الوزراء السابق جانباً، فإنه سيكون قادراً على اتخاذ التدابير التي يعتقد أنها ستخرج إيطاليا من ركودها عبر تحقيق مزيد من النمو وخلق الوظائف. إعداد: محمد وقيف