قرأت مقال الكاتب محمد السماك: «بين فكي الصراع الإيراني- التركي»، وأعتقد أن ما فتح المجال أمام دول الجوار الإقليمي لكي تتدخل في الشؤون العربية، هو غياب مشروع إقليمي عربي موحد، يسد الفراغ ويحل المشكلات، ويوفر مظلة لكافة الدول العربية تستطيع الاحتماء بها في الأزمات والصراعات الداخلية والخارجية. وما دام ذلك النظام الإقليمي العربي غير موجود، فستحاول الدول الإقليمية الأخرى فرض أجنداتها ومشاريعها الإقليمية على المنطقة العربية. والأغرب من هذا أن الجامعة العربية، واتفاقيات الشراكة والعمل العربي المشترك الكثيرة موجودة منذ زمن بعيد، ولكنه للأسف الشديد وجود كالغياب، حيث لا دور حقيقياً لكل ذلك، وإنما هي أسماء تكاد تكون من دون مسميات، وعناوين فضفاضة لا تتبع فيها الأقوال أية أفعال، وهذا هو سر التدخل الإقليمي المستمر والغياب العربي المزمن. محمد إبراهيم - الدوحة