ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال: «بين فكي الصراع الإيراني- التركي» المنشور هنا للكاتب محمد السماك، سأكتفي بالإشارة إلى أن ما جعل الملعب العربي مهيأ أصلاً للتدخلات الإيرانية والتركية والإقليمية الأخرى والدولية هو غياب نظام إقليمي عربي قوي بشكل يسد الباب بشكل حاسم وقاطع أمام أية تدخلات في شؤون الدول العربية. ومن هنا، فإنه يتعين على الدول العربية أن تعيد تفعيل أطر العمل العربي المشترك، وتضع الوسائل والآليات الكفيلة بحل المشكلات العربية من داخل هذه الأطر، ووضع خطوط حمراء أمام أي تدخل إقليمي أو دولي في الشؤون العربية. ولو كانت الجامعة العربية تملك وسائل فعالة تشارك فيها جميع الدول العربية لحل مشكلات الدول الأعضاء، مثل الأزمة السورية الراهنة لما بقي هنالك مجال يمكن أن يتدخل فيه المتدخلون من الخارج، ولكن الجامعة لم تستطع فعل شيء لوقف معاناة الشعب السوري، وضمان انتقال السلطة هناك استجابة لتطلعات هذا الشعب، ولذلك بقي الميدان مفتوحاً لتدخلات الآخرين. علي يوسف - الدوحة