قرأت مقال الدكتور أحمد عبدالملك: «مؤشر العجز في مقومات الحُكم»، وفي اعتقادي أنه قد أثار قضايا بالغة الأهمية تساعد على تشخيص سبب سقوط النظم السابقة في دول "الربيع العربي"، وذلك لأن الحصاد المرير الذي انتهى إليه أداؤها في مجالي التنمية الاقتصادية، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية لشعوبها هو الذي حكم عليها في النهاية بالزوال والذهاب. وبالمقارنة مع دولة نامية مثل كوريا الجنوبية مثلاً، نجد أن بعض دول الربيع العربي التي ترزح الآن في الفقر والتخلف كانت تتفوق في دخلها القومي واقتصادها على تلك الدول الآسيوية خلال عقد الستينيات، ولكن أين هي الآن وأين كوريا الجنوبية؟ وليس هذا فقط، بل إن بعض تلك الدول تمتلك موارد اقتصادية وبشرية هائلة، وليست مشكلتها في الحقيقة مشكلة فقر أو شح موارد، وإنما السبب هو الفساد وسوء التسيير والإدارة للموارد المتاحة، هذا زيادة على تغول الأحزاب الحاكمة السابقة، خاصة في مصر وتونس وليبيا، وعدم وجود آفاق أو آمال أو حلول لمشكلات الشرائح الشابة من السكان التي تشكل قاعدة الهرم السكاني العريضة. خالد إبراهيم - الرياض