أتفق مع كثير مما ورد في مقال الكاتب السيد يسين: «تدريب في الخيال السياسي!»، وأرى أن مشكلة جماعات الإسلام السياسي الحقيقية، والتي لا تريد الاعتراف بها علناً، هي أنها قد خلطت الدين بالسياسة، وأكثر من ذلك أقحمت أجنداتها الحزبية الضيقة والقاصرة في الشأن العام لبلدان الحراك العربي، ولذلك انكشف خطأ خياراتها، وعدم صواب توجهاتها، وكذلك أيضاً غياب الرؤية الحصيفة والعلمية والواقعية لديها. والنتيجة هي ما نراه الآن من تخبط في دول الحراك العربي، حيث إن المشكلات تتكاثف، والتعقيدات تتضاعف، والحلول لأزمات الاقتصاد والمجتمع غائبة، ولا شيء مطروح من قبل تلك الجماعات سوى الخطابة الحزبية الجوفاء، ومحاكمة نوايا معارضيها والمختلفين معها، بل ونوايا الشعوب نفسها التي بدأت الآن تكتشف حجم الزيف الذي أغرقتها في دعايته بعض تلك الجماعات. باسم يسري - الكويت