النموذج الجنوب أفريقي... ومناورة الخداع الإيرانية! دعوة للفلسطينيين للتعلم من دروس جنوب أفريقيا، ومناقشة الموضوعين السوري والإيراني في نيويورك، ونفي أميركي لوجود مخططات لعقد قمة رباعية تعيد إطلاق مفاوضات السلام... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. دروس جنوب إفريقيا ضمن عموده المنشور بعدد يوم الخميس من صحيفة «هآرتس»، دعا الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي الفلسطينيين إلى استخلاص الدروس والعبر من تجربة جنوب أفريقيا التي عانت لعقود طويلة من نظام التمييز العنصري. وفي هذا الإطار، كتب ليفي يقول: «إن كفاح السكان السود ركز على موضوع واحد: حق التصويت للجميع. لكن مطالبة نيلسون مانديلا بـ«صوت واحد لشخص واحد» كان أكثر من مجرد شعار، فقد كان هدفاً استراتيجياً، وأضحى واقعاً في السابع والعشرين من أبريل، قبل 19 عاماً، عندما أجريت أول انتخابات متعددة الأعراق. ومنذ ذلك الوقت، حُميت الديمقراطية؛ حيث تجرى الانتخابات بشكل منتظم، والدستور الجديد مصان ويوجه الدولة، رغم الصعوبات الكثيرة». ويضيف ليفي قائلاً: «لقد كان ذلك ربما أهم خطوة في كفاحهم، خطوة أديرت بوعي تام بحدود قوتهم؛ حيث أدركوا أن العنف لن يوصلهم إلى أي نتيجة، وأن النظام أقوى منهم، وأن الإرهاب المتهور سيؤدي إلى فقدانهم للدعم الدولي الأساسي. وهكذا، حد المؤتمر الوطني الأفريقي من استعماله... وهذا درس مهم على الفلسطينيين أن يتأملوه». غير أن الأمر الثاني الذي لا يقل أهمية هو وحدة الصف. والحال أن الفلسطينيين فشلوا حتى الآن على هذا الصعيد، يقول الكاتب، والذي يضيف أن أهم عامل في نجاح جنوب أفريقيا هو الهدف المتفق عليه، أي صوت واحد لشخص واحد، ليذهب إلى أنه حان الأوان ليتبني الفلسطينيون هذا الهدف؛ وليفهموا أن حلم الدولتين بدأ يصبح مستحيلاً؛ وأن الاحتلال أقوى منهم؛ وأن المستوطنات كبيرة جداً؛ وأن الدولة الفلسطينية، حتى إذا ما أقيمت، لن تكون أكثر من مجموعة من «البانتوستانات» التي تفصل بينها «الكتل الاستيطانية» التي نمت واتخذت أبعاداً ضخمة وحصلت على موافقة بالإجماع من الإسرائيليين والمجتمع الدولي. ولذلك، فقد «حان الأوان، أعزائي الفلسطينيين، لتغيير الاستراتيجية»، ليس لمحاربة الاحتلال أو المستوطنات، فهما هنا باقيان، وإنما للاحتذاء بالنموذج الجنوب أفريقي والمطالبة بشيء أساسي: صوت واحد لشخص واحد. «نحن لوحدنا تقريباً» تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة «يديعوت أحرانوت» ضمن عددها ليوم الخميس عمود رأي للمحلل السياسي الإسرائيلي إيتان هابر، زعم فيه أنه رغم كل الحديث عن أن الولايات المتحدة لن تتأخر في النهوض سريعاً لحماية إسرائيل والدفاع عنها، إلا أن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن الإسرائيليين يقفون بمفردهم في مواجهة «الخطرين» السوري والإيراني، في إشارة إلى إمكانية سقوط الأسلحة الكيماوية السورية بين أيدي مجموعات مناوئة لإسرائيل، والبرنامج النووي الإيراني. وفي هذا الإطار، كتب هابر يقول إن أميركا لن تذهب إلى أي حرب إلا للدفاع عن مصالحها، وإنه في الجو السائد في الولايات المتحدة حالياً، وبينما تنسحب من حربي العراق وأفغانستان، فإن واشنطن لن تخوض حرباً من أجل إسرائيل. ويزعم الكاتب أن الأميركيين مازالوا بعيدين كل البعد عن وضع أصابعهم في الوحل النووي والكيماوي. صحيح أن أوباما قال علانية في إسرائيل، وبعبرية واضحة، «إنكم لستم لوحدكم»، يقول الكاتب، لكن الأميركيين باتوا يبحثون عن أي عذر لتجنب المجازفة بأرواح جنودهم في مواجهة مع طهران. ويضيف هابر قائلاً: «إن الأميركيين يقولون لأنفسهم: إذا كنا قد صمدنا ونجونا في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، والذي كان يملك عشرات وربما مئات المنشآت النووية، فليس لدينا ما نخاف منه بخصوص الرؤوس النووية الإيرانية. فقد تجاوزنا ستالين، وكروشيف، وسنتجاوز أحمدي نجاد أيضاً». لكن «إسرائيل تعرف كيف يستطيع الإيرانيون خداع العالم أجمع، لأن إسرائيل فعلت ذلك أيضاً من قبل وتستطيع تعليم الإيرانيين كل خدعة في هذا الباب»، مشدداً على أن إسرائيل باتت لوحدها تقريباً. «الخطوط الحمراء» صحيفة «جيروزاليم بوست» أفردت افتتاحية عددها ليوم الخميس للإعلان عن أن الموضوعين الإيراني والسوري سيشكلان محور المؤتمر السنوي الثاني الذي تنظمه الصحيفة نفسها غداً الأحد في أحد فنادق نيويورك، تحت عنوان «الكفاح من أجل الحلم الصهيوني». وبخصوص الموضوع السوري، تقول الصحيفة إن الأسلحة الكيماوية تمثل انتهاكاً واضحاً للمبادئ الأخلاقية وللقانون الدولي، وإن الفشل في الرد على استعمالها يمكن أن يبعث برسالة قد تؤوّل على أن ذلك الاستعمال مشروع؛ غير أن الولايات المتحدة قلقة على نحو مبرر من أن تعلق في حرب أخرى في الشرق الأوسط بناءً على ما أشار إليه وزير الخارجية جون كيري باعتباره «أدلة غير كافية». ولئن كانت الوقاية من استعمال الأسلحة الكيماوية واجب أخلاقي تتقاسمه الولايات لمتحدة وإسرائيل ومعظم البلدان الأخرى، تضيف الصحيفة، فإن إسقاط نظام الأسد قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها، مثل صعود «الإخوان المسلمين» أو مذبحة للسكان غير السنة، مثلما تزعم. وفيما يخص الموضوع الإيراني، تقول الصحيفة، فقد لفت نتنياهو انتباه العالم، عندما رسم خطاً أحمر عبر صورة قنبلة للتشديد على ضرورة أن تلتزم الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بمنع طهران من الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى درجة 20 في المئة لبلوغ المرحلة التي يمكنها فيها الانتقال من وقود درجة المفاعل إلى وقود درجة القنبلة في غضون 30 إلى 40 يوماً. لكن المشكلة، تقول الصحيفة، هي أن واشنطن وتل أبيب لا تتفقان حول متى ستصل طهران إلى هذا الخط الأحمر. فإذا كانت إسرائيل قد تتنبأ بأن تعبر إيران هذا الخط الأحمر اعتباراً من هذا الصيف، فإن الولايات المتحدة قد تدفع نقطة اللاعودة الحاسمة هذه إلى الخريف أو الشتاء أو حتى العام المقبل. ومما زاد من تعقيد الأمور، تقول الصحيفة، القرار الإيراني بتحويل بعض من اليورانيوم المخصب لدرجة 20 في المئة الذي بحوزتها إلى شكل من أشكال الأوكسيد الأقل إثارة للقلق. فهل ينبغي تأويل ذلك كدليل على أن خطاب نتنياهو حول الخط الأحمر، أو العقوبات الحالية أو كليهما نجح في ردع الإيرانيين، أم هل الأمر يتعلق، مثلما يشك نائب المدير العام السابق للمنظمة الدولية للطاقة الذرية والمفتش النووي أولي هينونن، بمناورة إيرانية لخداع المجتمع الدولي؟ الصحيفة قالت إنه لا توجد أجوبة سهلة على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي من المؤكد أنها ستثار خلال المؤتمر. استئناف عملية السلام؟ صحيفة «هآرتس» أفادت ضمن عددها لأمس الجمعة بأن إدارة أوباما نفت الخميس تقريراً إخبارياً كانت الصحيفة نشرته حول وجود مخططات لعقد قمة رباعية حول السلام في الشرق الأوسط في يونيو المقبل يشارك فيها أوباما ونتنياهو وعباس والعاهل الأردني. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن بيرناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قولها: «لقد رأينا تقارير إعلامية حول قمة سلام في الشرق الأوسط مخطط لها في واشنطن. هذه التقارير غير صحيحة. لكننا ملتزمون بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى سلام دائم من خلال مفاوضات مباشرة. ومن جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل التقرير قائلاً، إن الإدارة الأميركية تتوقع عقد محادثات مع وفد من الجامعة العربية سيزور واشنطن في التاسع والعشرين من أبريل. لكن رغم النفي، تقول الصحيفة، فإن مصادر أميركية مطلعة أكدت الخميس أن قمة رباعية تعلن عن إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين نوقشت مع زعماء ووزراء خارجية من الشرق الأوسط. وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة إن الأطراف شُجعت على «اقتراح أفكار» تساعد على عقد القمة. وأفادت المصادر ذاتها بأن تركيا ومصر وبلداناً عربية أخرى قد تدعى أيضاً للمشاركة في القمة، وإن كان من غير الواضح حتى الآن على أي مستوى. ووفق هذه المصادر، فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ناقش القمة المخطط لها خلال لقاءاته في اسطنبول هذا الأسبوع مع وزيري الخارجية التركي والمصري، وكذلك مع الرئيس عباس. إعداد: محمد وقيف