تطرق جوان زاريت في مقاله المنشور هنا، وعنوانه «الإرهاب واستراتيجية التسمية»، لموضوع في غاية الدقة والأهمية، ذلك أن الجدل حول مصطلح الإرهاب وتعريف الإرهابي، يعكس تبايناً كبيراً، كما يثير أسئلة جوهرية، حول تعريف الإرهاب نفسه والطريقة المثلى في التعامل مع الخطر الإرهابي المتحول. ومن هنا يفهم الكاتب الأسباب التي دعت أوباما للتريث أيام عدة كي يشير إلى التفجير الذي شهدته مدينة بوسطن على أنه «عمل من أعمال الإرهاب». فاستخدام مصطلح الإرهاب، كما يوضح الكاتب، ينطوي على مضامين تتصل مباشرة بالأمن القومي. وعندما يطلق أعلى مسؤول أميركي هذه التسمية على عمل ما فذلك بحد ذاته يمثل اعترافاً بأن السيادة الوطنية للدولة العظمى وشعور أهلها بالمواطنة قد تعرضا للهجوم، أي أن ثمة هجمات إضافية لاحقة محتملة، وأن هناك بالتالي حاجة لاستجابة عسكرية لمنع الهجمات اللاحقة أو معاقبة مرتكبي الأعمال السابقة. هذا علاوة على التداعيات السياسية لوصف عمل ما بأنه «إرهابي»، حيث تبرز على الفور أسئلة حول السبب الذي جعل المنظومة المناوئة للإرهاب والأجهزة الاستخبارية التي بُنيت على مدى عقد، تعجز عن منع الهجوم؟ جميل أكرم -الكويت