أسئلة معلقة حول تفجيرات بوسطن... والمسلمون الكنديون ضد الإرهاب --------- إحباط الشرطة الكندية لمخطط هجوم إرهابي يستهدف قطاراً للمسافرين، والتحقيقات في هجومي ماراثون بوسطن، وانخفاض طفيف في الإنفاق العسكري العالمي، والعلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. --------- إحباط هجوم صحيفة «تورونتو ستار» الكندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على إعلان الشرطة الكندية عن إحباطها هجوماً إرهابياً كان يخطط له مهاجران عربيان مقيمان في كندا، ويستهدف قطار المسافرين الذي يربط بين تورونتو ونيويورك. الصحيفة نسبت جزءاً كبيراً من الفضل في إحباط الهجوم لأعضاء الجالية المسلمة في كندا الذين دفعهم حسهم الإنساني والوطني إلى تبليغ السلطات وتنبيهها إلى وجود علامات تشدد وتطرف على أحد المتهمين. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة، إنه مما يثلج الصدر معرفة أن رجل دين بارزاً من تورونتو لعب دوراً أساسياً في إحباط الهجوم الذي كان يتم التخطيط له؛ حيث قام بتنبيه السلطات قبل عام تقريباً إلى شخص أحس بأنه يحاول تلقين الشباب التطرف والتشدد. وهو "ما يعكس خصوصية كندية"، تقول الصحيفة، "والمقصود بذلك الشعور بأننا نستطيع الاعتماد على بعضنا بعضاً للقيام بالشيء الصائب من أجل المجتمع بشكل عام، وبأننا جميعاً في مركب واحد"، مضيفة أن "قطار الركاب الذي تقول الشرطة الكندية إن المخططين المفترضين كانا ينويان استهدافه كان يمكن أن يكون على متنه مسلمون أبرياء أيضاً". وتابعت تقول إن الإمام الذي بادر إلى إخطار السلطات شعر بحس المسؤولية الوطنية، وخوف على الحياة البشرية - وهي قيم تتقاسمها الأغلبية الساحقة من مسلمي كندا الـ650 ألفاً مع جيرانهم، إلا أنهم لا ينالون عليها الإشادة والاعتراف دائماً، كما تقول. وأضافت الصحيفة تقول، إن الكثير من الزعماء المسلمين الكنديين قاموا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالتبليغ عن "العنف الأصولي" ليس باعتباره جريمة فحسب، ولكن أيضاً باعتباره يتنافى مع قيم ومبادئ المسلمين أنفسهم. ولذلك، فإن رجال الدين المسلمين ينددون بالإرهاب، ويطعنون في التطرف والغلو باعتباره منافياً للدين، ويمنعون المتشددين من دخول المساجد، ويبلغون السلطات بذلك. تحقيقات بوسطن صحيفة «ذا هيندو» الهندية خصصت افتتاحية للتعليق على نتائج التحقيقات في تفجيري ماراثون بوسطن، التي أدت إلى التوصل إلى المشتبه فيهما الرئيسيين الأخوين تامرلان وجوهر تسارناييف. الصحيفة قالت، إن أقل من أسبوع هي المدة التي احتاجها المحققون الأميركيون لتعقب المشتبه في ارتكابهما للهجومين اللذين استهدفا ماراثون بوسطن. والأكيد أن ثمة سلسلة طويلة من الأسئلة التي ما زالت معلقة تنتظر إجابات، ومن ذلك مثلاً: إذا كان ثمة بالفعل طلب في 2011 من السلطات الروسية لنظيرتها الأميركية للحصول على معلومات بشأن تامرلان، مثلما قال مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقام هذا الأخير بالتحري عنه واستجوبه وجهاً لوجه، فكيف يمكن تفسير إهماله والتوقف عن مراقبته؟ ثم ألم يفشل المكتب في قراءة إشارات التحذير؟ وهل كان الأخوان تسارناييف يتصرفان بشكل منفرد أم في إطار تنظيم ما؟ وهل ارتكبا هذا العمل الإرهابي لأسباب سياسية أم إيديولوجية؟ أم هما نتاج الشذوذ المرضي نفسه الذي حرك قتلة ومطلقي نار آخرين في أميركا، ودفعهم لارتكاب أعمال عنف عدمية في المدارس وأماكن العبادة من نيوتاون (كونيكتكت) إلى ميلوكي (ويسكونسن)؟ الصحيفة قالت إن الولايات المتحدة لها أن تفتخر بتحقيق من الدرجة الأولى استعمل الخليط الصائب من التحري الكلاسيكي، ومشاركة الجمهور، ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا لبحث وفحص مجموعة واسعة وضخمة من الأدلة من موقع التفجيرين للوصول إلى مشتبه فيهما اثنين فقط. وقالت في هذا الإطار: "إن الكمية الضخمة من الملابس الملطخة بالدماء والأغراض الشخصية الأخرى، وآلاف مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية التي التقطها المتفرجون في الماراثون، لابد أنها كانت هائلة جداً. غير أن عملية فرز جدية ومرهقة ومنهجية، خاصة للصور، أوصلت المحققين إلى أحد المشتبه فيهما؛ أما الخيط الذي أوصل إلى المشتبه فيه الثاني، فقد أتى من رجل فقد رجليه في الانفجار، ولكنه تمكن من أن يقدم وصفاً دقيقاً للشخص الذي وضع حقيبة ظهر (تحمل القنبلة) قرب رجليه". ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إن من بين الدروس الكثيرة التي ينبغي استخلاصها من هذه الفاجعة هو ضرورة أخذ التعاون الدولي حول محاربة الإرهاب بشكل أكثر جدية، وضرورة استمراره بغض النظر عن العلاقات بين الدول. تعزيز التعاون العسكري ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء، علقت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية على الزيارة التي أداها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي إلى الصين هذا الأسبوع، والتي نُظر إليها على نطاق واسع، باعتبارها رفعاً للستار عن التبادلات العسكرية هذا العام بين الصين والولايات المتحدة، معتبرة أنه من الجيد رؤية انتقال البلدين نحو إقامة تواصل بناء بين الجيشين. ويعد ديمبسي ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور بكين في غضون شهر تقريباً عقب زيارتي وزير الخزانة جاكوب لو، ووزير الخارجية جون كيري. وترى الصحيفة أن هذه الاتصالات رفيعة المستوى ستضمن تبادل البلدين لمعلومات حديثة حول أولويات ونوايا وبواعث قلق منهما، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تجنب إصدار أحكام خاطئة والحفاظ على العلاقات الثنائية على مسارها. وكان فانج فينجوي، رئيس الأركان العامة في الجيش الصيني أعلن يوم الاثنين، في مؤتمر صحفي مشترك مع ديمبسي، أن الجيشين سيجريان مناورات عسكرية مشتركة حول الإنقاذ، والإغاثة من الكوارث، ومحاربة القرصنة. وهذه مؤشرات إيجابية على أن الجيشين باتا يتقاسمان الآن اهتماماً متزايداً بتوسيع تعاونهما حتى يشمل المجال الدولي، تقول الصحيفة، ولاشك أن زيادة التعاون والتنسيق حول المواضيع الأمنية الدولية ستزيد من تعميق الثقة المتبادلة بين بكين وواشنطن، وتسهم في السلام والاستقرار في العالم بشكل عام. غير أن الصحيفة شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن يعالج البلدان خلافاتهما بشكل مناسب وألا يسمحا للنزاعات حول مواضيع مثل حقوق الإنسان والأمن الإلكتروني بالتشويش على الجهود الرامية إلى تمتين العلاقات بين البلدين، ومن ذلك العلاقات العسكرية. الإنفاق العسكري «اتجاهات مقلقة للإنفاق العسكري» تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، وخصصتها للتعليق على التقرير السنوي للإنفاق العسكري الذي صدر عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي مؤخراً، تقريراً تقول إنه يدعو إلى التفاؤل على اعتبار أن الإنفاق العسكري العالمي انخفض للمرة الأولى منذ 1998، حيث تقلص بـ0,5 في المئة فعلياً مقارنة مع 2011. غير أنه بعد إلقاء نظرة ثانية والتدقيق في الأرقام يتبين أن معظم الانخفاض يعكس تخفيضات في الولايات المتحدة التي شرعت في الإنهاء التدريجي لحربين، إضافة إلى تخفيضات في الغرب في إطار عقلية التقشف التي فرضت نفسها عقب الأزمة المالية العالمية والأزمة الاقتصادية في أوروبا. لتذهب إلى أن العالم ما زال مكاناً غير آمن، وأن هناك أسباباً حقيقية للتساؤل حول ما إن كان إنفاق مبلغ كبير من المال على التسلح يجعل العالم أكثر أمناً في الواقع. وحسب تقرير المعهد، الذي يعتبر مرجعاً في مجال تخصصه، فإن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي بلغ 1,753 تريليون دولار. ومع ذلك، فإن المجموع يمثل 2,5 في المئة من الناتج المحلي الخام العالمي، ويظل أعلى من الارتفاعات السابقة في الإنفاق العسكري المسجلة قبيل نهاية الحرب الباردة. وعن أسباب هذا الانخفاض في الإنفاق العسكري العالمي، قالت الصحيفة إن الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة انخفض بـ 6 في المئة، إلى 682 مليار دولار. والجزء الأكبر من هذا الانخفاض يعزى إلى الإنهاء التدريجي للإنفاق على حربين في العراق وأفغانستان. ونتيجة لذلك، انخفض نصيب الولايات المتحدة من الإنفاق العسكري العالمي إلى ما دون 40 في المئة، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية المواجهة بين القوتين العظميين وانهيار الاتحاد السوفييتي. إعداد: محمد وقيف