الجائزة التي نالتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" تقديراً لدورها البنّاء في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين، والتكريم الذي خصها به الرئيس محمود عباس بهذه المناسبة، يمثلان إنجازاً جديداً يُضاف إلى سجل سموها الحافل في مجال رعاية المعاقين داخل الدولة وخارجها. سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، التي نذرت نفسها للعمل الإنساني منذ فجر الاتحاد، إلى جانب مؤسسه ورفيق دربها الوالد، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، خصّت المعاقين على الدوام باهتمامها الكبير. وإذ ينبع هذا الاهتمام من إدراك سموها العميق لمسؤولياتها الدينية والإنسانية، فهو يستند إلى أحد المبادئ السامية للثقافة الإماراتية الأصيلة، والمتمثل في أن بناء الإنسان وصقل مهاراته هو المدخل الصحيح لبناء الأمة وضمان مستقبلها. و"أم الإمارات" التي وجَّهت دائماً بتقديم المزيد من الرعاية للمعاقين لتعويضهم عما حُرموا منه، تؤمن كل الإيمان بأن المعاقين قادرون على تقديم خدمات مميزة للمجتمع ويستحقون الحصول على الفرصة للقيام بذلك، الأمر الذي جعلها تشمل برعايتها الكريمة "المشروع الوطني لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة"، الرامي إلى تحقيق الدمج الكامل للمعاقين في المجتمع وضمان تكافؤ الفرص لهم في جميع مناحي الحياة. ولم تقتصر رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لذوي الاحتياجات الخاصة على دولة الإمارات، بل لم تدخر جهداً في دعم هذه الفئة من الناس خارج الدولة. و"جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع"، التي حصلت عليها مؤخراً؛ بسبب جهودها المميزة في ميدان رعاية المعاقين داخل الإمارات وخارجها، ولاسيما فلسطين، هي وسام جديد يرصّع سجلها المشرف في هذا المجال. فسموها لم تنس يوماً ذوي الاحتياجات الخاصة، أينما حلت. ودعم "أم الإمارات" لـ "جمعية الغد المشرق لذوي الاحتياجات الخاصة" في مصر، إلى جانب تقديمها المساعدة لمستشفى ابن رشد، الذي يهتم بهذه الفئة في العراق، وللمعاقين وأسرهم في المملكة المغربية التي قدمت لها درعاً تقديراً وعرفاناً، هي كلها شواهد تُذكر، على سبيل المثال لا الحصر، على أهمية الدور الإنساني الذي تؤديه سمو الشيخة فاطمة في ميدان رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة أينما كانوا. هكذا، يتحول الحرص على بناء المواطن وإعطائه الفرصة المناسبة لوضع نفسه في خدمة المجتمع، على يدي سموها، إلى مبدأ إنساني عام جدير بالتطبيق داخل الإمارات وخارجها. كما أن السعي إلى بناء الإمارات وتعزيز مسيرة التطوير والبناء فيها، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم ومساندة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من خلال بناء الإنسان فيها، يولد السعي لبناء دول أخرى بالوسيلة نفسها، بفضل رغبة "أم الإمارات" العميقة في إفادة الشعوب كلها والأخذ بيدها على طريق الحياة الحرة الكريمة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية