في مقاله «الحرب التالية في سوريا... بين فصائل الثوار!»، تطرّق ليز سلاي إلى «جبهة النصرة»، قائلا إنها واحدة من مجموعات مختلفة تتقدم في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، لكنها أخذت تصعد إلى الواجهة باعتبارها الأكثر قوة وتنظيماً، ما يبرز التداعيات العميقة المحتملة لسقوط منطقة الشمال الشرقي السوري بأيدي المتطرفين على مستقبل سوريا. لكني لا أعتقد أن «جبهة النصرة» تتمتع بالأهمية التي وصفها بها المقال. صحيح أنها الفصيل الأكثر تنظيماً في المحافظات الثلاث المذكورة، لكن الصحيح أيضاً أنه لا يكاد يوجد لها تأثير خارج تلك المحافظات، وأنها تعمل خارج الأجندة الوطنية التي تبلورت في إطار انتفاضة الشعب السوري ضد الدكتاتورية، وأنها مصنفة عالمياً كحركة إرهابية... لهذه الأسباب وغيرها لا أعتقد أنه سيكون لـ«جبهة النصرة» أي مستقبل في الحياة السياسية السورية. لذلك لا غرابة إن تساءل الكاتب في مقاله: هل يتكرر السيناريو العراقي في سوريا حين غيّرت قبائل الأنبار وديالي ولاءها فحاربت «القاعدة»، فالجماعتان -«النصرة» و«القاعدة»- تنهلان من المنبع الأيديولوجي السلفي ذاته، وتزعمان لنفسيهما تكليفاً بإخراج المجتمع من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام! إبراهيم خالد -أبوظبي