الهجوم على «ماراثون» بوسطن... وموجة العنف الجديدة في العراق تفجيرا ماراثون بوسطن، وموجة التفجيرات التي استهدفت عدداً من المدن العراقية، وفوز غير واضح لنيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، وتحدي شيخوخة المجتمع، وتقلص عدد السكان في اليابان... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. خطر الإرهاب صحيفة «ذي أستراليان» الأسترالية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على تفجيري ماراثون بوسطن اللذين استخدمت فيهما قنبلتان تقليديتا الصنع بالقرب من خط نهاية السباق يوم الاثنين وأسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن العمل الوحشي والعشوائي الذي وقع في بوسطن يمثل هجوماً ضد ما يجعلنا بشراً وأحراراً، مضيفة أن قيام أي شخص، مدفوعاً بتظلمات حقيقية أو متخيَّلة، بقتل أرواح بريئة والتسبب في مذبحة هو أمر يفوق قدرة معظمنا على الفهم. وتابعت تقول، إن ماراثون بوسطن يعتبر من أعرق الماراثونات في العالم، ويرمز إلى السلام والروح الرياضية، حيث يرحب بمشاركة متنافسين من كل أرجاء العالم؛ وهذه بالضبط هي صورة الانسجام والحرية والتفاؤل التي قد تثير الاستياء في عقل مضطرب وشرير. وأضافت الصحيفة تقول، إن الأستراليين يقفون في هذه المحنة إلى جانب سكان بوسطن الذين رأى العالم حماسهم في هذا الحدث الرياضي ونبلهم وشهامتهم، من خلال الطريقة التي ردوا بها على الهجوم، حيث قام متفرجون بتمزيق ملابسهم لصنع أربطة مرتجلة واستعمالها لوقف نزيف غرباء جرحى. كما أن العدائين الذين أكملوا السباق وجدوا الطاقة لتقديم المساعدة؛ بينما قام آخرون بالتبرع بالدم. هذا في حين فتح سكان محليون منازلهم في وجه عدائين أوقفوا وسط السباق، ولم يكتمل هدفهم الرياضي بسبب الهجوم. الصحيفة شددت على أنه ما زال من المبكر توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة، وتأكيد ما إن كان التفجيران من صنع أفراد داخل الولايات المتحدة أو من خارجها، مضيفة أن العواقب السياسية ستختلف عندما تعرف الحقائق، ولكن الدروس الأمنية هي نفسها. لا تسامح مع الإرهاب صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على موجة العنف التي هزت العراق هذا الأسبوع، وأرخت بظلال كثيفة من القلق على الانتخابات التي ستعرفها البلاد قريباً، والتي تعتبر الأولى منذ أن سحبت الولايات المتحدة قواتها في نهاية 2011. وهي موجة كشفت عن هشاشة الوضع الأمني في هذا البلد، الذي ما زال عرضة لخطر مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم "القاعدة"، كما تقول. ففي يوم الاثنين، ضربت موجة هجمات، شملت أكثر من 30 تفجيراً، عدداً من المدن العراقية، ما أسفر عن مقتل 51 شخصاً، وجرح نحو 268 آخرين؛ وفي العاصمة العراقية بغداد وحدها قُتل 38 شخصاً وجرح 119 آخرون. ثم أريق مزيد من الدم يوم الثلاثاء، وإن على نطاق أصغر. وحسب الصحيفة، فإن الهجمات، التي حدثت قبل خمسة أيام فقط من انتخابات المحافظات في البلاد، أثارت مخاوف وأسئلة بشأن ما إن كانت قوات الأمن العراقية ستستطيع ضمان بيئة سلمية نسبياً لانتخابات المحافظات المقبلة. وعلى رغم أن أي جهة لم تتبن المسؤولية عن عنف يوم الاثنين، تقول الصحيفة، فإن المجموعات المرتبطة بـ"القاعدة" تبدو هي المشتبه فيه الأول، نظراً لأنها كثيراً ما تقف وراء أكثر الهجمات دموية في العراق. غير أن الأكثر إثارة للقلق، تضيف الصحيفة، هو أن الخبر حول حمام الدم الذي شهده العراق يوم الاثنين تراجع حضوره إعلامياً إلى حد كبير بسبب التغطية المكثفة لتفجيري ماراثون بوسطن في الولايات المتحدة. صحيح أن العنف المستمر في العراق بعد الانسحاب الأميركي أسهم عموماً في مثل هذه اللامبالاة، وأن ثمة عنفاً متزايداً منذ بداية هذا العام، تقول الصحيفة، إلا أننا لن نفوز أبداً في الحرب على الإرهاب إذا تم التعامل مع المآسي المتكررة في العراق باعتبارها من المسلَّمات، أو تم تجاهلها ببساطة. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول، إنه إذا كانت أي علاقة بين تفجيري بوسطن وتفجيرات العراق والشرق الأوسط ما زالت مسألة اشتباه، فإن الاثنين يشتركان في قاسم مشترك واحد على الأقل: تهديد الأبرياء وزرع الخوف. التشافيزية مستمرة صحيفة «ذا هيندو» الهندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي جرت في الرابع عشر من هذا الشهر، وأسفرت عن فوز نائب الرئيس السابق ورئيس البلاد بالنيابة نيكولاس مادورو على أقرب منافسيه زعيم المعارضة هينريكي كابريليس بـ50,66 في المئة مقابل 49?07 في المئة من الأصوات، بنسبة مشاركة بلغت 78,7 في المئة من ناخبي البلاد الـ19 مليوناً. غير أن كابريليس قال إن ثمة خروقات طالت العملية الانتخابية، ورفض الاعتراف بالهزيمة، مطالباً بإعادة فرز الأصوات. الصحيفة قالت إنه على رغم أن مادورو لديه قناعات قوية، إلا أنه يفتقر إلى كاريزما سلفه؛ كما أنه قاد حملة غير منظمة قال فيها، إن روح تشافيز زارته على شكل طائر! ومن جانبه، تتابع الصحيفة، يرغب كابريليس في رؤية نهاية لسياسات تشافيز التي غيرت حياة ملايين الفقراء الفنزويليين. كما ترغب النخبة الفنزويلية، البيضاء في معظمها، والتي كثيراً ما عبرت عن ازدراء عنصري تجاه تشافيز، في العودة إلى العهد السابق. ولكنها ستجد صعوبة في تحقيق ذلك، حسب الصحيفة. ذلك أن تشافيز قام بتأميم شركة النفط، "بتروليوس دي فنزويلا"، وأرغم الشركات النفطية الكبرى على دفع 16 في المئة من الإتاوات النفطية للبلاد، مقارنة مع 1 في المئة سابقاً. وحسب الصحيفة، فإن المال يخصص للرعاية الصحية والتعليم والسكن؛ حيث يستفيد ثلث الفنزويليين من تعليم مجاني حتى المستوى الجامعي؛ كما أن الفقر انخفض من 40 في المئة في 1996 إلى 7,3 في المئة، وإن كان الفساد والجريمة ما زالا يشكلان معضلة حقيقية في البلاد، إضافة إلى التضخم. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الثورة البوليفارية التي قادها تشافيز لن تتوقف بسهولة على ما يبدو. المعضلة السكانية صحيفة «جابان تايمز» اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الأرقام التي صدرت عن "المعهد الوطني للسكان وأبحاث الأمن الاجتماعي" في اليابان أواخر الشهر الماضي، والتي تشير إلى تقديرات حول عدد سكان اليابان في 2040. ومثلما كان متوقعاً، تقول الصحيفة، فإن أهم خلاصات هذه الدراسة تشير إلى شيخوخة سريعة وغير مسبوقة للسكان وتقلص عددهم. فالتقديرات تظهر أن عدد سكان اليابان سيكون في حدود 107 ملايين نسمة بحلول 2040، وهو ما يمثل انخفاضاً بنحو 20 مليون نسمة، مقارنة مع 128 مليون نسمة في 2010. وكانت تقديرات في يناير 2012 عن المعهد نفسه، أشارت إلى أنه بحلول 2060، سيبلغ عدد سكان اليابان 86 مليون نسمة، أي أقل بنحو30 في المئة من مستوى 2010. وفي معرض تفسيرها لهذه الأرقام، قالت الصحيفة إن اليابان تشهد انخفاضاً طبيعياً في عدد السكان منذ 2007، حيث يتجاوز معدل الوفيات معدل الولادات. ففي 2011، بلغ معدل الخصوبة الإجمالي 1,39، والحال أنه لابد من معدل خصوبة إجمالي يبلغ 2,07 للحفاظ على مستويات السكان. الصحيفة دقت ناقوس الخطر محذرة من تداعيات هذا الاتجاه؛ وقالت في هذا الإطار، إن الاستمرار في شيخوخة البلاد يعني أن الحاجة إلى الخدمات الاجتماعية بالنسبة للسكان، مثل خدمات الرعاية والتمريض ستزداد. كما أن الانخفاض في عدد السكان يعني أن إجمالي العائدات الضريبية للبلاد سيتراجع. ونتيجة لذلك، فإن المنح من الحكومة المركزية إلى الحكومات المحلية ستتقلص؛ ولهذا شددت على ضرورة أن تجد كل من الحكومات المركزية والمحلية طرقاً للتغلب على اختلال التوازن بين العائدات والنفقات. إعداد: محمد وقيف