تخبط أميركي في التعامل مع الأزمة السورية... وتهديدات بيونج يانج حقيقية أصداء تفجيرات ماراثون بوسطن، وضرورة أخذ تهديدات كوريا الشمالية على محمل الجد، وتخبط أميركي في التعامل مع الأزمة السورية... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. «قنابل في الماراثون» تحت عنوان «قنابل في الماراثون»، نشرت "نيويورك تايمز" أول أمس، افتتاحية استهلتها بالقول، إن الماراثون حدث رياضي يعد الأكثر تجميعاً للناس، فالمدينة التي تستضيف هذا الحدث، تقدم التحية والتشجيع لآلاف العدائين المشاركين في السباق، ولا يهمها كثيراً من سيربح. ومن يشاهدون الماراثون على جانبي الطريق في مدينة بوسطن، والذين اعتادوا على ذلك منذ عام 1897 يأتون للاحتفال مع العدائين الذي يفدون للمكان من شتى أرجاء العالم. وتصف الصحيفة أجواء المشهد الماراثوني، قائلة: إن النسخة 117 من هذا الحدث الرياضي كانت غائمة ومائلة للبرودة، وهي أجواء يفضلها العداؤون، وبعد ثلاث ساعات من وصول الفائز إلى خط النهاية، لا يزال كثير من العدائين في حلبة السباق، وآلاف من المشجعين والمراهنين على جانبي طريق العدْو، وقع تفجير في منطقة خط النهاية، وتحديداً في شارع "بويلستون"، التفجير أصاب بعض المشاركين، في حين توقف البعض الآخر، عندما أدركوا أن شيئاً ما حدث، وعندما عادوا سمعوا صرخات، وشاهدوا عموداً من الدخان المتصاعد، وبعدها شاهدوا دماء الضحايا وبعض الزجاج المهشم.. وبعد 15 دقيقة من التفجير الأول وقع تفجير آخر، ما يعني بوضوح أن العملية ليست عشوائية، بل تأتي ضمن جهد مكثف لقتل وتشويه وبتر أعضاء الأبرياء فقط لأنهم تجمعوا في مكان يمكن اعتباره منكشفاً، وفي يوم لا يخطر على بال أحد أن يشهد حدثاً إرهابياً. وحسب الصحيفة، أكدت الشرطة أن التفجير ناجم عن قنابل، وقد تم العثور على ثلاث قنابل أخرى لم تنفجر في مكان آخر في مدينة بوسطن.. حصيلة التفجيرين 3 قتلى، من بينهم طفل عمره 8 سنوات، وعشرات آخرون أصيبوا بعضهم يعاني إصابات خطيرة. أوباما تعهد بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، ممتدحاً بوسطن قائلاً إنها ستعتني بنفسها والوطن. لقد توقف ماراثون بوسطن، لكنه سيستأنف العمل في العام المقبل، وبغض النظر عن حجم الاستعدادات الأمنية المطلوبة لهذه الفعالية، فإن أصوات الجماهير ستعلو من جديد، فأي حدث إرهابي مهما كانت قوته لن يمنع تقليداً يخص التاريخ الأميركي. وتحت عنوان "في بوسطن، حولت التفجيرات المشهد الاحتفالي إلى مأساة، نشرت "واشنطن بوست" يوم أمس افتتاحية، تساءلت خلالها عن المسؤول، وقالت يبدو أن هناك تفهماً عاماً لخطر القفز إلى النتائج، فالأمة الأميركية تعرضت لإرهاب خارجي، وأيضاً لإرهاب داخلي، كالذي وقع إبان أولمبياد الألعاب الصيفية في أطلنطا عام 1996. وما يبعث على الأسى أن أي عدد من السيناريوهات التوضيحية التي يمكن تصديقها، يغيب عنها الإقرار بالمسؤولية، أو تظل معلقة لحين استيفاء التحقيقات. تهديدات حقيقية في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «خطر تجاهل التهديد النووي الكوري الشمالي»، رأت "واشنطن تايمز" أن الحصافة تبدو غائبة وكذلك المنطق لدى إدارة أوباما ووزير الدفاع تشاك هاجيل، فخلال الأزمة الكورية الشمالية الراهنة، صدرت تطمينات للأميركيين بأن بيونج يانج لا تستطيع تنفيذ تهديداتها المتمثلة في شن هجوم نووي على الأراضي الأميركية. الصحيفة ترى أن لدى كوريا الشمالية القدرة على إرسال قنبلة نووية، على متن شاحنة (طائرة كانت أو حافلة) وتحت علم أجنبي، لتدمير مدينة أو ميناء أميركي، مثل لوس أنجلوس أو نيويورك. وبمقدور الكوريين الشماليين توصيل القنبلة لمجموعات إرهابية كـ "القاعدة" و"حزب الله"، عبر طائرة أو شاحنة بالقرب من الحدود الأميركية، وقد يستخدم الكوريون الشماليون شاحنة، أو طائرة لينقلوا خلالها صاروخ سكود، أو صاروخ "نودونج" متوسط المدى، ويضعوه في مكان يجعله قادراً على قصف الأراضي الأميركية. وتتساءل الصحيفة: ماذا عن ادعاءات كوريا الشمالية بأنها تمتلك صواريخ نووية بعيدة المدى تستطيع بواسطتها ضرب الولايات المتحدة الآن؟ وتستنتج الصحيفة: إذا كان لدى الولايات المتحدة الآن قيادات بحصافة دويت أيزنهاور والسيناتور ليندون جونسون التي أبدياها عام 1957 عند التعامل مع التهديدات الخارجية، فإنها ستحذر الشعب الأميركي بأن تهديدات بيونج يانج حقيقية، فكوريا الشمالية، أجرت ثلاث تجارب نووية ناجحة، وأطلقت قمراً صناعياً، وهذا يعني أن القوة النووية لدى كوريا الشمالية أصبحت قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة، أو باتت قوة عابرة للقارات. الصحيفة تطرقت إلى تصريح صدر عن وكالات استخباراتية أوروبية DIAعام 2009 ، وتصريح لمسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية CIA عام 2008، مفادهما أن كوريا الشمالية صممت نماذج مصغرة لرؤوس نووية، ونشرتها على صواريخ "نودونج" متوسط المدى. وهذا ما تراه الصحيفة تقييما محافظاً، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن كوريا الشمالية تسعى لحيازة رؤوس نووية منذ قرابة 20 عاماً، وأجرت ثلاث تجارب نووية، علماً بأن إسرائيل وجنوب أفريقيا طورتا رؤوساً حربية نووية من دون إجراء أية تجارب نووية. تخبط تجاه سوريا يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «تخبط أوباما في سوريا»، نشرت "فلاديلفيا انكوايرر"، مقالاً لـ"ترودي روبن"، طرحت في مستهله السؤال التالي: هل بمقدور أحد أن يوضح لنا سياسة أوباما تجاه سوريا؟ الكاتبة تجيب بأنها بعد مشاهدتها لاثنين من كبار المسؤولين في الخارجية الأميركية، وهما يحاولان توضيح الأمر أثناء جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، يوم الخميس الماضي، قد أصيبت بالحيرة. وهذه الحالة من الحيرة لم تصب الكاتبة وحدها، فالنتيجة نفسها توصل إليها بعض أعضاء اللجنة المذكورة وهم ينتمون لكلا الحزبين. الكاتبة أشارت إلى تصريح أطلقه وكرره "روبرت فورد" سفير الولايات المتحدة في سوريا، حيث قال "إن تسوية سياسية يتم التوصل إليها عبر المفاوضات ستقدم لنا نهاية قابلة للاستمرار، ومن دون الوصول إلى اتفاق، فإن مؤيدي النظام الذين يخشون الموت سيقاتلون حتى الموت". وترى الكاتبة أن "فورد" لم يستطع توضيح استراتيجية إدارة أوباما للوصول إلى تسوية تتطلب خروج بشار الأسد من السلطة. نظام بشار يسيطر على الأجواء، ويقصف خصومه بصواريخ سكود. واقتبست الكاتبة تصريحاً أطلقه "جيمس كلابر" مدير الاستخبارات الوطنية، مفاده أن "بشار يعتقد أن له اليد العليا". أما "روبرت مانديز"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وهو "ديمقراطي" من ولاية نيوجيرسي، فيرى أن " ما لم يتم تغيير ديناميات المشهد، سيستمر الأسد في الاعتقاد بأنه قادر على الإمساك بالسلطة". ونوهت الكاتبة بأن طوال عامين تحاول إدارة أوباما- دون جدوى- إقناع روسيا بوتين بالضغط على حليفها بشار، وضمن هذا الإطار، صرحت "إليزابيث جونز" مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بأن هذه الجهود متواصلة، وعند توجيه سؤال لـ"جونز" عن الطريقة التي يمكن بها تغيير موقف موسكو؟ أجابت بأنه من الصعب معرفة ذلك، وقالت: استهلكنا جهداً معتبراً في الحوار مع نظرائنا الروس، لكننا غير قادرين على إقناعهم بأن من مصلحتهم الجوهرية التحرك الآن بدلاً من الانتظار حتى يسقط آلاف من القتلى. إذا لقد بات الأمر واضحاً، الطريق الروسي بلا جدوى ما لم يؤمن بوتين بأن حليفه على وشك الخسارة، وإلى الآن يكرر "روبرت فورد" و"إليزابيث جونز" رفضهما تقديم مساعدات قتالية للمجموعات غير الإسلامية المشاركة في الثورة السورية، حتى ولو كانت بعض الفصائل الإسلامية تحصل على أسلحة من بعض الدول العربية. إعداد: طه حسيب