قرأت مقال الكاتب السيد يسين: «هكذا تكلم الدكتور مختار عبدالقادر!»، وأعتقد أن الحصيلة التي انتهت إليها تحولات الحراك العربي حتى الآن هي فشل مطبق، لأن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت قائمة قبل الثورات وعمليات التغيير لم يتم حلها، وزادت عليها مشكلات جديدة، فإلى جانب البطالة والفقر والفساد في عهود النظم السابقة، أضيفت الآن مشكلات عدم الاستقرار، وانفلات الشارع، والهذيان السياسي الفارغ، ليجد المواطن العربي في دول الحراك نفسه وهو يفر من الرمضاء إلى النار، وسط أجواء من الوعود المنكوث بها والأمنيات غير المتحققة، والسجالات الحزبية العقيمة. وفي اعتقادي أن ما سمي «الربيع العربي» أو الحراك العربي تحول إلى مشكلة في حد ذاته، وبات كثير من الناس فاقدين للأمل في الدول التي عرفت هذه التغيرات، بل لعل بعضهم سيجدون أنفسهم يندمون مُرّ الندم على دعمهم أصلاً لدعوات التغيير، لأنها لم تأتهم بكل ما كانوا يحلمون به، بل تحولت آمالهم العراض إلى آلام عراض، واستيقظوا أخيراً ليكتشفوا أن أحلامهم لم تكن في الحقيقة سوى كوابيس. وائل زكي - الرياض