ضمن هذا التعقيب على مقال الدكتور عبدالله العوضي: «نصف جزيرة... واهتزاز قارة!»، سأشير إلى أن الترابط المالي والاقتصادي بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، هو ما جعل دولة- جزيرة صغيرة، مثل قبرص قادرة على هز استقرار القارة كلها من الناحية المالية إن تعرضت لمشكلة نقدية، وكذلك حال دولة صغيرة أخرى هي إيرلندا. والحقيقة أن كثيراً من دول الاتحاد لم تتخل أصلاً عن كثير من اختصاصاتها السيادية للاتحاد الأوروبي إلا من أجل الحصول على مظلة أمان من القارة كلها تستطيع الاحتماء بها في الأوقات الصعبة. بل إن هنالك بعض الأوروبيين ينتقدون الآن التوسع المبالغ فيه، من وجهة نظرهم، الذي أدى إلى ضم عدد كبير من الدول التي يشك في استيفائها أصلاً لشروط العضوية من ناحية القوة الاقتصادية، ولذلك يطالب أولئك المنتقدون أوروبا بالتوقف عند حدودها الحالية، وعدم التفكير في التوسع مستقبلاً حتى لا تغص باتساع عضوية يجعلها غير قادرة على تحمل تبعاته. أكرم الباجي - تونس