تحت عنوان «خيانة مثقفين... أميركيين وعراقيين»، نبّه محمد عارف إلى نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي تأخر الدعوة التي يطلقها من يؤكدون اليوم على وحدة العراق والدين، فيما تشتعل نيرانُ الطائفية... ممتدةً كالفالق الزلزالي عبر العالم العربي والإسلامي! ولو أن هؤلاء المثقفين جَنّدوا قدراتهم السياسية والذهنية في تأليف «البيان الوطني»، بدلاً من «البيان الشيعي» الذي حمل أكثر من 300 توقيع، لأسهموا في الحفاظ على النسيج الوطني من هذا التهتك المهلك. فالحروب والنزاعات، كما يوضح الكاتب، تولد في العقول والقلوب أولًا، وهذه للأسف مهمة اطلع بها جانب من النخبة الثقافية العراقية، دون أن يدرك أحد أو ينبه إلى حجم دورهم فيما حدث. فالكلمات، كما ينقل الكاتب عن الأديب البولوني جوزف كونراد، «تنقل بعيداً، وبعيداً جداً، أعمال التدمير عبر الزمان كالرصاصات تندفع محلقة عبر المسافات». علي حماد -أبوظبي