«العربية والترجمة»: صورة الآخر ----------- في العدد الأخير من مجلة «العربية والترجمة»، وهي فصلية علمية تُعنى بمسائل الترجمة واللغة وتصدر عن «المنظمة العربية للترجمة»، نطالع موضوعات متنوعة لعدد من الباحثين والأكاديميين المشتغلين في هذا المجال، تندرج كلها في إطار السعي إلى تطوير ترجمة عربية نوعية والدفع بها نحو أقصى أفق ممكن. ومن هذه الموضوعات دراسة بعنوان «صورة الآخر الغربي في الروايات الأفريقية»، لكاتبها علي أبولاجي عبد الرزاق، ودراسة أخرى تحت عنوان «الترجمة بين التعذر وإغفال التراث»، بقلم عبد القادر سلّامي، وأخرى عن «قضايا ترجمة القرآن... ترجمة بلاشير لمعاني سورة النجم نموذجاً»، وقد كتبها حسن بزاينية، وأخيراً دراسة بعنوان «التنظير في الترجمة... جاكلين غيمان فليشر نموذجاً»، لكاتبها يونس لشهب. كما اشتمل عدد المجلة على مقالات، إحداها حول «ترجمة المجاز» لسعيدة كحيل، وأخرى بعنوان «الترجمة الآلية... لغة الإنترنت العالمية» لطارق إبراهيم، ومقالة ثالثة عن «بلاغة الصورة المرئية» لعز الدين شمّوط، ورابعة حول «الترجمة عبر الثقافة اللغوية» لحيدر حاج إسماعيل. وإلى ذلك، فقد اشتمل العدد على تقارير تناول أحدها «جهود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في مجال الترجمة»، كما تناول تقرير آخر «تركيا ودورها في تفعيل الترجمة». The Atlantic المحور الآسيوي ودروس مالي -------------------- اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic التي تصدر عشر مرات سنوياً عن مجموعة «اتلانتيك مونثلي جروب»، على عدد من الموضوعات الهامة. فتحت عنوان «حرب صغيرة مفاجئة: دروس مالي الأولى»، يقول فرانسوا هايسبورج إن الحرب في مالي اندلعت في الحادي عشر من يناير 2013 في صورة هجوم فرنسي مباغت ضد قافلتين مسلحتين متجهتين نحو باماكو، عاصمة البلاد، لكنها تطورت خلال الأسابيع التالية لتتمكن القوة الفرنسية، والتي لم يكن حجمها يزيد على لواء مصحوب بقوة مماثلة من دول غرب أفريقيا، من استعادة مساحة تعادل تقريباً مساحة تكساس من أيدي الجهاديين الذين ادعوا في ربيع 2012 أنهم أقاموا دولة مستقلة في شمال مالي. ورغم أن الحرب هناك لم تكن من نوع «الحرب الخاطفة»، فإنه يمكن اعتبارها بروفة أولية لـ«الحروب ما بعد الحديثة". ورغم أن هذه الحرب يمكن أن تنزلق إلى مأزق استراتيجي على شاكلة حرب العراق وحرب أفغانستان، فإن هذا المصير ليس حتمياً كما يرى الكاتب. وتحت عنوان «إعادة موازنة العبء في شرق آسيا»، يرى كريستيان لوميار، أنه عندما أعلنت إدارة أوباما سياستها الخارجية الجديدة الخاصة بـ«تحويل محور الاهتمام نحو آسيا» في بدايات 2012، كان هناك نوع من الامتعاض تجاه استخدام كلمة «محور» على أساس أنها تعني عدم الاستمرارية من ناحية، وكونها توحي من ناحية أخرى بأن أميركا قد أهملت محور آسيا والمحيط الهادئ لفترة أطول مما ترغب في الإشارة إليه. ويقترح الكاتب مصطلحاً جديداً يرى أنه الأنسب والأكثر تعبيراً عن جوهر الاستراتيجية الأميركية في القارة ومغزاها، وهو «إعادة موازنة الأعباء في آسيا»، لأن الاستراتيجية لا تقتصر على العناصر العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المعتادة، وإنما تنطوي أيضاً على عنصر آخر خاص بتقاسم الأعباء الأمنية التي تحملتها الولايات المتحدة طيلة العقود الماضية، وحان الآن -من وجهة نظرها- وقت إشراك الحلفاء في تحملها.