في أحد شوارع العاصمة الكمبودية «فنوم بنه» يسرع الجميع على دراجاتهم لملاحقة مصالحهم وأعمالهم، ومن ضمنهم هذا الرجل الذي يردف وراءه صبياً، ويتعاونان معاً على حمل أثقال كبيرة لا تكاد الدراجة النارية تتحملها، وذلك لأنه لا خيار نقل آخر متاحاً أمام كثير من الناس هنا، لأن اقتناء سيارة يقتضي تكاليف باهظة نسبياً، في حين أن الطبقة محدودة الدخل لا تزال هي الأعرض وهي قاعدة الهرم السكاني الكمبودي، بفعل تركة سنوات الحرب الأهلية وحكم الخمير الحمر، وأحوال عدم الاستقرار العامة خلال النصف الثاني من القرن الماضي. ولكنّ كمبوديا تبلي الآن بلاءً حسناً للحاق ببعض الدول الآسيوية المجاورة الصاعدة اقتصادياً، حيث يتوقع أن يسجل اقتصاد كمبوديا معدل نمو لهذا العام بنسبة 7,2% ليصل إلى 7,5% العام المقبل، بحسب توقعات بنك التنمية الآسيوي. وحينها سيكون اقتناء سيارة حلماً أيسر تحققاً، وأسهل منالاً، وستتسع حينها نسبة الطبقة الوسطى على هرم السكان، ليتمكن كثيرون هنا من اقتناء سيارات خاصة بهم، وفي انتظار ذلك، لابد من تحمل أعباء ومشاق الطريق نحو الصعود والتنمية. (إي بي أيه)