لا يخفى على أحد أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ تأسيسها عام 1971، وضعت الإنسان في أعلى درجة من سلم أولوياتها في جميع عمليات التنمية المستدامة، باعتباره الوسيلة والهدف والغاية في آن معاً، بل إن الاستثمار فيه هو الاستثمار الأنجع لتحقيق رفعة الدولة ومكانتها، والوصول بالمجتمع إلى أعلى درجات الرفاه الإنساني بين بلدان العالم. ولم يكن هذا الطريق الذي سلكته قيادة الدولة الحكيمة بشعبها أمراً يسيراً وهيناً البتة؛ للوصول إلى ما وصلت إليه الدولة من مكانة اليوم، بل كان الطريق في معظم الأحيان وعراً وظروفه صعبة ومسالكه معقدة أحياناً، شكلت تحديات لا يستهان بها، من حيث القدرة على مواجهتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قضية استيعاب التكنولوجيا العالمية وتطوراتها المتسارعة، وتقنية المعلومات فيما بعد وما تبعها من تطورات معرفية هائلة، فضلاً عن الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة من توتر وحروب وكساد، ومع كل ذلك كان لابد من إرادة صلبة تحرّك عجلة التنمية المستدامة بهذا التسارع وبهذا التنظيم وتتجاوز التحديات، التحدي تلو الآخر، من أجل تحقيق الهدف السامي، وهو رفعة الإنسان وتنميته في وطننا العزيز. ومن هنا، ربما يكون مفاجئاً لغيرنا من بعض الدول، نتائج تقرير التنمية البشرية لعام 2013، حين حلت دولة الإمارات في المركز الثاني إقليمياً والمركز الـ41 عالمياً من بين187 دولة، في التقرير السنوي للتنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نعم قد يكون مفاجئاً لبعض الدول في العالم، ولاسيما تلك التي تمتلك أكثر مما نمتلكه، من حيث الإمكانات المادية والبشرية. إن الأهداف والغايات الإنسانية والإرادة الصلبة لدى قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات تخطط بحكمة وتنفذ بعزيمة للوصول بشعب دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أفضل مراتب الرفاه الاجتماعي والمراتب العالمية بين بلدان العالم، ضمن رؤية الإمارات لعام 2021، ومن هنا، فإن التقرير الذي جاء بعنوان «نهضة الجنوب... تقدم بشري في عالم متنوع»، يقيس الإنجازات في أبعاد التنمية البشرية الأساسية، مثل متوسط عمر الإنسان، ومؤشرات جودة الصحة والتعليم، ومستوى دخل الفرد، والحصول على الخدمات الأساسية وتحقق المستوى المعيشي اللائق وغيرها من المعايير والمبادئ، ستحفز فينا روح العمل الدؤوب أكثر فأكثر باتجاه أن تظل دولة الإمارات في مقدمة الدول المتقدمة في التقارير الدولية المقبلة، ولتنسجم مع المبدأ الذي أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في رؤيته نحو بناء الإنسان بقوله «إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده. كما أن مصلحة المواطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار، إن بناء الإنسان يختلف تماماً عن كل عمليات البناء العادية الأخرى، لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وعليه مسؤولية دفع مسيرة هذه الأمة». فضلاً عن هذا، فإن تقرير التنمية البشرية آنف الذكر، يشير إلى أنه في القطاع التعليمي، الذي يعد من أهم قطاعات التنمية البشرية، جاءت الإمارات في المركز الثاني على مستوى المنطقة، والمركز الـ41 مكرر على النطاق العالمي، ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة جداً. وهو قطاع تلاحق فيه الدولة التطور العالمي بخطى حثيثة، بداية من الصفوف الأولى وحتى التعليم الجامعي. وكانت آخر المبادرات فيه «النموذج المدرسي الجديد» الذي يركز على مهارات التفكير والابتكار والإبداع لدى الطالب، وبدأ بالمراحل الأساسية في التعليم، ويستكمل ليشمل جميع الصفوف الدراسية في عام 2016، وباتجاه مجتمع المعرفة بإذن الله. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية