في مقاله «قوة احتمال العراقية مبتورة الساق»، تحدث محمد عارف عن عذابات الشابة العراقية «مروة» التي كانت عند احتلال بغداد في سن الثانية عشرة، والتي لا تتذكر سوى اليوم الأول من الحرب حين بدأ دوي القصف، فهربت من صوته المرعب راكضةً دون توقف خارج منزلها، وعندما فتحت عينيها يوم سقوط بغداد في 9 أبريل، انتبهت إلى أن ساقها اليمنى مبتورة من فوق الركبة، ولم تكن تدرك أن حياتها قد تغيرت إلى الأبد. وكما بالنسبة لمروة، لم يكن الغزو بالنسبة للبرلماني الألماني السابق، تودنهوفر، نهاية الحرب، بل بدايتها. فقد سمع لأول مرة بمروة في مكتب اليونسيف، وأصبحت بالنسبة له «رمزاً لتلك الحرب، وكل الحروب، وذلك لأن الحرب انتهت بالنسبة للذين شنوها، إلا أنها بالنسبة لمروة لم تنته أبداً. ستعيش مُقعدة ثلاثين أو خمسين سنة، لا أحد يعرف بالتحديد». وتلك هي نهاية الحروب دائماً؛ مؤجلة ومفتوحة على كل الاحتمالات! إسماعيل محمد -أبوظبي