إنجاز «الشين بيت»... ومعارك الشراكة حول الغاز رسالة جماعية ليهود أميركيين نافذين تحث نتنياهو على تحقيق السلام مع الفلسطينيين، و«الوجه الآخر» لاكتشاف احتياطيات مهمة من الغاز الطبيعي قبالة السواحل المتوسطية لإسرائيل، وتعيين قائد جديد لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. رسالة سلام تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «جيروازاليم بوست» افتتاحية عددها ليوم الخميس وأفردتها للتعليق على رسالة جماعية دعت فيها ثلة من اليهود الأميركيين النافذين رئيسَ الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى اتخاذ «خطوات تروم بناء الثقة» من أجل إعادة إحياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وتأتي هذه الرسالة عشية الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي بنتنياهو في القدس وبالرئيس الفلسطيني عباس في رام الله. غير أن الصحيفة تأسفت لأنه إذا كان محتوى الرسالة جديراً بالإشادة والتنويه ويتقاسمه معظم الإسرائيليين، فإن الدينامية الداخلية للحياة السياسية الفلسطينية حالياً لن تفضي إلى اتفاق سلام متفاوض حوله. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إنه رغم أن عباس لا يرغب ربما في أن يخرج العنف في الضفة الغربية عن السيطرة وأن يتحول إلى انتفاضة ثالثة، إلا أن بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية في رام الله يعتقدون أن من شأن «انتفاضة صغيرة» أن تخدم مصالح الفلسطينيين، خاصة مع عودة كيري إلى المنطقة بعد زيارة أوباما. وتزعم أن هؤلاء المسؤولين يعتقدون أن مشاهد الاشتباكات اليومية بين جنود الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية سيدفع أوباما إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لتقديم «تنازلات»، خاصة حول موضوع الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وللأسف، تقول الصحيفة، وبدلا من أن يهيئ شعبه تدريجياً للسلام مع إسرائيل، الأمر الذي سيخلق الجو للعودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة والمشاركة في المحادثات الضرورية من أجل نجاح أي اتفاق سلام، فإن عباس وزعماء آخرين لـ«فتح» يتنافسون مع «حماس» على لقب «ألد عدو لإسرائيل» والتحريض على «الشغب» بعد وفاة السجين الفلسطيني ميسرة أبو حمدية في سجن إسرائيلي... قبل أن تختم بالقول إنه إذا كانت «خطوات بناء الثقة» المشار إليها تتضمن الإفراج عن «إرهابيين خطرين»، مثلما تطالب بذلك السلطة الفلسطينية، فإن قلة قليلة من الناس في إسرائيل سيتفقون على أن الأمر يستحق هذه المجازفة. دروس الغاز الطبيعي صحيفة «هآرتس» قالت في افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء إن عيد الفصح اليهودي هذا العام عاد على الإسرائيليين ياليمن والبركات مع انتقال إسرائيل إلى عهد الاستقلال الطاقي، في إشارة ضمنية إلى اكتشاف احتياطيات مهمة من الغاز الطبيعي قبالة السواحل المتوسطية. فعلى مدى عقود، تقول الصحيفة، فشلت إسرائيل في إيجاد احتياطيات الغاز الطبيعي إلى أن أُفسح المجال أخيراً للشركات الخاصة ذات التجربة لتحل محل الدولة. وبفضل تجربتها الغنية ورأسمالها والمجازفات التي ركبتها، لم تتمكن هذه الشركات من رصد واكتشاف الموارد الكامنة تحت قاع البحر فحسب، وإنما حققت ذلك أيضاً بطريقة على قدر كبير من الاحتراف والمهنية لدرجة تسمح لها بالشروع في تلبية احتياجات الاقتصاد الإسرائيلي بسرعة. وحسب الصحيفة، فإن تدفق الغاز الطبيعي من حقل «تمار» يمثل الثمار الممكنة للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وذلك على اعتبار أن إسرائيل ستنتقل من الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية إلى الاعتماد على مصدر محلي يمتلكه كيان تجاري خاص ذو مصالح خارجية خاصة به. وقالت في هذا الصدد إن تطلع إسرائيل لخفض تكاليف الكهرباء، وضمان نصيب مناسب لمواطنيها من الأرباح من بيع الغاز، واستعمال اكتشافات الغاز الطبيعي لجني فوائد جيوسياسية... سيصطدم بجدار «الحسابات التجارية الباردة» للقطاع الخاص وسيقتضي طبخ صفقات سرية أو خوض حروب قانونية صعبة. وترى الصحيفة أن هذه الظروف هي نتيجة عملية متعجلة لتحويل حقوق إنتاج المعادن من الدولة إلى الشركات الخاصة. وهو ما تم القيام بها انطلاقاً من فهم، مبرر ربما، بأن القطاع الخاص هو الوحيد الذي لديه الخبرة الضرورية للنهوض بمثل هذه المشاريع، ولكن بدون بحث تداعيات ذلك على الصعيد الاقتصادي. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه لا عيب في عقد شراكات بين القطاعين الخاص والعام من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية. غير أن هذه العملية تقتضي أقصى درجات الحذر والانتباه من أجل ضمان المصلحة العامة في اليوم الذي يلي تكلل الشراكة بالنجاح. السباحة ضد التيار صحيفة «يديعوت أحرنوت» نشرت ضمن عددها ليوم الخميس مقال رأي للمحلل السياسي الإسرائيلي إمانويل روزن سلط فيه الضوء على آفاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشدداً على أن السلام يحتاج إلى الزعامة. وفي هذا الإطار، قال الكاتب إن طريق الزعامة محفوف بالقرارات الصعبة والعنف، والمناورات، وحتى الأكاذيب البيضاء، غير أنه عندما يصل إلى خط النهاية، فإنه يكون حقيقياً وصافياً، وبالتالي، حدثاً يغيِّر الواقع. روزن قال إن أوباما حاول خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل إيقاظ الإسرائيليين حيث أشار إلى زعماء إسرائيليين اعتبرهم شجعاناً من أمثال بن جوريون، وبيجن، ورابين، بل وحتى شارون. ومن أجل الوصول إلى مرتبة هذه الزعماء، يضيف روزن، يتعين على نتنياهو وأوباما أن يكفا عن الكلام المعسول ويشمرا عن سواعدهما ويشرعا في العمل الجدي. أما الركون إلى التشاؤم والاكتفاء بالقول إن الأمر ميؤوس منه، وإن نافذة الفرص قد أُغلقت، وإنه لا يوجد شريك يمكن التفاوض معه، وإن الربيع العربي كابوس حافل بالخطر وغيوم الشتاء القاتمة... فهو كلام للمدللين والجبناء، وللذين جاءوا ليقضوا يوماً آخر في المكتب بدلا من ممارسة الزعامة، يقول الكاتب. ثم ختم مقاله بالقول إن إسرائيل على وشك أن تبلغ سن الخامسة والستين، وإن الوقت قد حان لكي يشرع نتنياهو وأوباما وعباس في القيام بشيء ما. قائد جديد بالضفة صحيفة «هآرتس» أفادت ضمن عددها ليوم أمس الجمعة بتعيين قائد جديد لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية هو العميد تمير يداع الذي خلف العميد حجاي مردخاي. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنه على الساعة الثانية بعد ظهر يوم الخميس، وبينما كانت تجري في مدينة الخليل جنازة السجين الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، كان الجيش الإسرائيلي ينظم مراسم تعيين قائد عسكري جديد للضفة الغربية شمال القدس. وتقول الصحيفة إن قيادة قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، تحت الظروف الحالية، تعتبر واحدة من أكثر المهام حساسية في الجيش الإسرائيلي، مضيفة أن العميد مردخاي أنهى فترته كقائد لشعبة الضفة الغربية بشعور بأنه يسلِّم الأمور في حالة معقولة نسبياً، على اعتبار أن ولايته لم تعرف اندلاع انتفاضة جديدة. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الإنجاز الكبير الذي قدمه الجيش الإسرائيلي وجهاز الشين بيت للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة القضاء، على «إرهاب» الانتفاضة الثانية في عام 2005، مازال إنجازاً قائماً. فمنذ عام 2007، كان الوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية مناسباً إلى حد ما بالنسبة لإسرائيل: حيث توقفت العمليات الاستشهادية، وتراجع العنف في الضفة الغربية نفسها، وقامت القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله بالتنسيق مع زميلتها الإسرائيلية. غير أنه كلما مر الوقت، تقول الصحيفة، كلما أصبح من الصعب أكثر تجاهل المؤشرات على الأرض التي تشير إلى أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستواجهان صعوبة في الحفاظ على هذا المستوى من التعاون مع مرور الوقت. ذلك أنه منذ نوفمبر الماضي، هناك مزيد من المظاهرات في الضفة، ومزيد من حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على المركبات الإسرائيلية، ومزيد من إصابات المدنيين الإسرائيليين، ومزيد من الحالات التي يسميها جهاز الشين بيت «الإرهاب الشعبي»، ويقصد به الهجمات العفوية لأفراد لا ينتمون إلى أي تنظيم. إعداد: محمد وقيف