تواصل دولة الإمارات مسعاها نحو تحقيق هدفها بأن تكون وجهة سياحية عالمية رئيسية، وتكشف أحدث الدراسات عن مؤشرات إيجابية على طريق تحقيق هذا الهدف، إذ أفاد تقرير حديث لشركة «إس تي آر جلوبال» المتخصصة في الأبحاث الفندقية، بأن الإمارات احتلت المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر الإشغال الفندقي خلال عام 2012، وأوضح التقرير أن مستويات الإشغال في فنادق الإمارات نمت بنسبة 2 في المئة خلال العام الماضي لتصل إلى 72,5 في المئة. ويأتي هذا التقرير وسط توقعات بنمو القطاع السياحي بالدولة خلال العام الجاري، فبحسب تقرير صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي، يتوقع أن يسجل قطاع السياحة في الإمارات متوسط نمو قدره 6,5 في المئة سنوياً حتى عام 2021، وتوقع خبراء خلال ندوة بعنوان «خمس نجوم وأكثر» عقدت في مايو الماضي في الإمارات، أن تساهم السياحة بحوالي 15 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للدولة لتصل القيمة المتوقعة للقطاع إلى 277,8 مليار درهم سنوياً خلال عشر سنوات. وفضلاً عما سبق، فقد أشارت بيانات وتقارير خبراء دوليين و«مجلس السياحة والسفر العالمي» إلى أن قطاع السياحة والسفر في الإمارات حقق عوائد تصل إلى 73 مليار درهم (19,9 مليار دولار) في عام 2012، واستقطب استثمارات تتجاوز قيمتها 41,5 مليار درهم في العام نفسه؛ أي ما يعادل 40,7 في المئة من إجمالي الاستثمارات السياحية المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط. كما أن استضافة أبوظبي لفعاليات «القمة العالمية الثالثة عشرة لمجلس السفر والسياحة العالمي» في إبريل المقبل، بمشاركة ألف شخصية من قادة قطاع السفر والسياحة العالمي، في مقدمتهم بيل كلينتون الرئيس الأميركي الأسبق، كمتحدث رئيسي في افتتاح فعاليات القمة، تمثل مؤشراً مهماً على المكانة المرموقة التي وصلتها الدولة في تطوير هذا القطاع. إن هذه النجاحات السياحية لم تأتِ من فراغ، وإنما من جهود بذلتها- وما زالت تبذلها- الدولة على أكثر من مستوى لتوفير جميع المقومات الأساسية الداعمة لهذه الصناعة. فإضافة إلى الموقع الاستراتيجي والأمن والاستقرار الذي تتمتع به الدولة، عمدت الإمارات إلى توفير البنية التحتية الداعمة للسياحة بكل أنواعها، وسن التشريعات والقوانين لتنظيمها، وتعزيز البنية التحتية للنقل والمواصلات. فعلى سبيل المثال، تعتزم إمارة أبوظبي إنفاق 330 مليار درهم خلال السنوات الخمس القادمة في مشاريع التنمية، فيما أشارت التوقعات إلى أن حجم سوق السياحة الطبية بالدولة وحدها بلغ 6,1 مليار درهم، خلال عام 2012. فيما يتوقع أن يتجاوز حجم سوق السياحة العلاجية الـ7,34 مليار درهم بحلول عام 2016، إذ تحتل الإمارات مرتبة الصدارة عربياً في استقطاب السياح لأجل العلاج. وفضلاً عما سبق، فإن الإمارات غنية بمنتجاتها السياحية المتنوعة التي توفرها لزائريها من الشواطئ والصحارى والجزر، إضافة إلى معالمها ومرافقها السياحية والتجارية، واستضافتها للعديد من الفعاليات الثقافية والتجارية والرياضية الكبرى، فهي تحتضن «برج خليفة»، أطول برج في العالم، و«حلبة مرسى ياس»، وهناك مشروع لبناء فرع لمتحف «اللوفر» الفرنسي في أبوظبي، وغير ذلك الكثير من الخطط والمشروعات السياحية الطموحة التي يتوقع أن تمثل إضافات قوية إلى قطاع السياحة في أبوظبي بشكل خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام. ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية