تدعى هذه السيدة «بنتو سماكة» وهي تنهمك هنا في زراعة بذور الفاصوليا فيما تحمل طفلاً على ظهرها، لأن الظروف المعيشية القاهرة تفرض عليها استغلال كل دقيقة من وقتها في العمل الفلاحي، ولا تتيح لها ترف الراحة أو التفرغ لرعاية طفلها الصغير. ومثل هذه المرأة تعانى أمهات كثيرات أخريات هنا في بلدة «هيريماكونو» التابعة لإقليم «سيغو» بجمهورية مالي، نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية القاسية التي يفرضها عدم الاستقرار في تلك البلاد الحبيسة جغرافياً والمفتقرة إلى إطلالة بحرية. ولذلك اتجه الناس إلى البحث عن حلول لمشكلاتهم المعيشية تحت أقدامهم، وخاصة أن مالي يشقها نهران كبيران على طولها وعرضها. يذكر أن بعض منظمات الإغاثة والعمل الإنساني حذرت مؤخراً من التداعيات الإنسانية الصعبة للصراع المسلح الراهن بين الحكومة المالية وحلفائها الدوليين من جهة، والجماعات المسلحة المتطرفة التي تسيطر على شمال البلاد من جهة أخرى، وخاصة أن حركة نزوح واسعة سجلت من المناطق القريبة من خطوط المواجهات المسلحة، هذا زيادة على معاناة عامة سكان البلاد أصلاً من الجفاف والتصحر والفقر الشديد.(رويترز).