إذا تأملنا نتائج الانتخابات الإسرائيلية بعد فرز معظم الأصوات بنسبة 99,8 في المئة فإننا سنلاحظ أن الخاسر الأكبر هو نتنياهو وتحالفه المشترك من حزبي «ليكود» و«إسرائيل بيتنا» اليمينيين. فقد كان هذا التحالف مستقراً في الحكم قبل الانتخابات برصيد من المقاعد هو 42 مقعداً في الكنيست البالغ مجموع مقاعده 120 مقعداً، في حين حصل هذه المرة على 31 مقعداً، أي أنه فقد أحد عشر مقعداً. وإذا كان تحالف «ليكود- بيتنا» يمثل اليمين العلماني فإن حزب البيت اليهودي الذي يمثل اليمين الديني بزعامة نفتالي بينيت قد حصل على زيادة في مقاعده تقدر بثمانية مقاعد، حيث كان رصيده في انتخابات عام 2009 السابقة ثلاثة مقاعد، فارتفع إلى أحد عشر مقعداً. إن هذه نكسة لمعسكر اليمين، الذي بادر زعيمه نتنياهو إلى الانتخابات المبكرة أملاً في رفع قوته، وهنا علينا ملاحظة أن مجموع مقاعد كتلة اليمين، هو 42 مقعداً بعد أن كانت 45 عام 2009. ترى هل تؤثر هذه الهزيمة على خط نتنياهو في رئاسة الحكومة الجديدة، ليختفي من مقاعد الحكم؟ إن الإجابة على هذا السؤال يجب أن تضع في حسبانها أنه على رغم خسارته فإنه يبقى صاحب الرصيد الأكبر في هذه الانتخابات، وهو ما يجعل رئيس الدولة يتجه إلى تفضيله كمرشح لتشكيل الحكومة. كذلك فإن الإجابة تتطلب أن يحظى نتنياهو بتوصية وموافقة عدد من الأحزاب ذات الأغلبية من المقاعد على تشكيله الحكومة ثم الانضمام إليها لتكون لديها أغلبية تزيد على 60 مقعداً. دعونا نرى بقية النتائج لنرى مصير نتنياهو، لقد حصل معسكر اليهود الحريديم المتزمتين على 18 مقعداً مقسمة على حزب شاس 11 مقعداً، ويهدوت هتوراه 7 مقاعد. وهذا المعسكر مستعد دائماً لأن يبيع نفسه لأي مرشح يعده بمكاسب قانونية ومالية تخدم جمهوره المتدين، فإذا رشاه نتنياهو ضمِن مقاعده. ولقد حصل معسكر الوسط على 27 مقعداً مقسمة على حزب يشي عاتيد الذي حقق المفاجأة كحزب جديد ممثل للطبقة الوسطى وهمومها الاجتماعية، حيث اعتبر المنتصر الأكبر بحصوله على 19 مقعداً، وكذلك حزب هتنوعاه بقيادة تسيبي ليفني الذي حصل على ستة مقاعد وأيضاً حزب كاديما الذي حصل على مقعدين بعد أن كان 28 مقعداً. إذا استطاع لابيد أن يضمن توصية حزبي كتلة اليسار وعدد مقاعدها 21 مقعداً مقسمة على حزب العمل 15 مقعداً، وميرتس 6 مقاعد، وهو أمر مرجح، وكذلك توصية الأحزاب العربية وعدد مقاعدها 11 مقعداً، فإنه سيصبح لديه رصيد من 59 مقعداً. إن هذا يجعله في حاجة ماسة إلى جذب أحد حزبي الحريديم ليتجاوز الستين مقعداً. غير أن المشكلة هنا هي أنه كزعيم لحزب علماني يؤمن بالمساواة ويرفض منح الحريديم الإعفاء من الخدمة العسكرية، فهل يتمكن من جذب يهدوت هتوراه بصفقة ما ليرفع رصيده إلى 66 مقعداً؟ هذا هو السؤال، فإذا لم يتمكن فإن حظوظ نتنياهو تبقى قائمة بادئاً برصيد 42 مقعداً، يضاف إليها رصيد الحريديم 18 أي 60 مقعداً، ويمكنه جذب أي حزب من الوسط حتى لو كان حزب لابيد نفسه ليحصل على أغلبية لحكومة مستقرة. دعونا ننتظر، هل تتحقق توقعات زعيمة حزب العمل بعد ظهور النتائج باحتمال اختفاء نتنياهو من الحكم؟