دعوة لاحتواء اللاجئين السوريين... و«رغبوية» البعد الخارجي في خطاب أوباما الافتتاحي كيف يمكن مساعدة اللاجئين السوريين؟ وماذا عن أجواء خطاب أوباما الافتتاحي؟ وكيف اتسمت مضامينه الخارجية بالرغبوية؟ وما هي العناصر التاريخية في الخطاب؟ وهل يحتاج ذوو الأصول الأفريقية حقائب وزارية أكبر في عهد أوباما؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. لاجئو سوريا تحت عنوان «أزمة اللاجئين السوريين»، نشرت «نيويورك تايمز» يوم الاثنين الماضي افتتاحية رأت خلالها أن 60 ألف سوري لقوا مصرعهم بسبب تمسك بشار الأسد بالبقاء في السلطة، وخلال عامين من الرعب، اضطر كثير من السوريين إلى ترك منازلهم والانتشار في مناطق أخرى داخل سوريا أو الهروب عبر الحدود، ما ينذر بأزمة تعصف باستقرار المنطقة، وهذا جعل المجتمع الدولي يتعهد بفعل المزيد من أجل تخفيف معاناة السوريين. وحسب الصحيفة يوجد الآن 650 ألف لاجئ سوري مُسجل لدى الأمم المتحدة، وهذا الرقم يشكل زيادة في عدد اللاجئين بمقدار 100 ألف خلال الشهر الماضي فقط، هؤلاء اللاجئون يوجد منهم 155 ألفاً في تركيا، و148 ألفاً في لبنان، و142 ألفاً في الأردن، و73 ألفاً في العراق و14 ألفاً في مصر، إضافة إلى آلاف من اللاجئين غير المسجلين، وتتوقع الصحيفة أن يصل العدد قرابة مليون خلال العام الجاري. وهؤلاء يفرون إما من قصف الجيش السوري، أو الاعتداء الجنسي. ما يعقد المشكلة، أن غالبية عريضة من اللاجئين لا تستقر في مخيمات، بل في المدن والبلدات. وقليل منهم من يسكن مع أسر، ومعظمهم يعيشون في ظروف صعبة وحسب الصحيفة، فإن المهمة الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي، هي مساعدة الدول المضيفة للاجئين، والتي تواجه الآن ضغوطاً سياسية واقتصادية، وليس من مصلحة أحد أن يتعرض استقرار الدول المضيفة للخطر بسبب هذه الحالة الإنسانية الطارئة. وضمن هذا الإطار طلبت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين مليار دولار لتلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين لدى الدول المضيفة، ونصف مليار لمساعدة السوريين المتضررين من الأزمة داخل سوريا. وتتصدر الولايات المتحدة و27 دولة أوروبية أخرى قائمة الدول المانحة، حيث قدمت واشنطن 210 ملايين دولار للسوريين، ومنحتهم أوروبا الموحدة 477 مليون دولار، كما قدمت دول الخليج مساعدات بقيمة 155 مليون دولار، كما تطالب الصحيفة روسيا والصين بمساعدة ضحايا نظام بشار الذي يساعدانه. خطاب «رغبوي» تحت عنوان «أهداف أوباما المتماسكة في الداخل وتفكيره الرغبوي في الخارج»، نشرت «واشنطن بوست» افتتاحية استهلتها بالقول: إن خطاب أوباما الافتتاحي الذي أدلى به في مطلع فترته الرئاسية كان أشبه بـ«مانيفستو» ليبرالي، أو رسالة واضحة يعرض خلالها آماله للسنوات الأربع المقبلة. هذا الخطاب بدا كما لو أنه موجه ضد «ميت رومني» المرشح «الجمهوري» في انتخابات الرئاسة الأخيرة، حيث قال: إنه يربت على أكتاف الطبقة الوسطى الصاعدة، والانطباع ذاته ظهر في عبارة لأوباما وردت في خطابه، مفادها أنه يرفض اعتبار برامج الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي أدوات تجعل الأميركيين أمة من "متلقي المساعدات". أوباما سرد بعض القضايا في أجندة فترته الرئاسية الثانية، وهذا أمر غير معتاد في هذه المناسبة، حيث أشار إلى إصلاح قوانين الهجرة، بما فيها منح مزيد من التأشيرات للمهندسين، وإصلاح نظام التصويت، والسيطرة على الأسلحة، والاستثمار في الطرق السريعة وغيرها من قطاعات البنى التحتية، إضافة إلى تدريب العمال، وضمان المساواة في الأجور بالنسبة للنساء، وتعديل أنظمة الضرائب لضمان المساواة. وتقول الصحيفة إن مسألة التغير المناخي برزت في خطاب أوباما، وتطرق إلى حقوق المثليين. وتشير الصحيفة إلى تفكير رغبوي ظهر في الخطاب حول "نهاية عقد من الحروب"، لكن الأخبار توافينا بمقتل جنود أفغان على يد "طالبان"، ومصرع أكثر من 60 ألفاً في سوريا خلال العامين الماضيين، كما أن الجنود الفرنسيين الذين يقاتلون الآن في مالي يواجهون الآن فروعاً لتنظيم "القاعدة" وهذا الأخير عدو لأميركا مثلما هو عدو لفرنسا، خاصة في ظل اختطاف رهائن أميركيين في الجزائر على يد أتباع هذا التنظيم. وتقول الصحيفة إن أعداء الولايات المتحدة لم يتراجعوا، بل هم يراقبون أوباما كي يعرفوا ما إذا كانت أميركا ثابتة على موقفها تجاه أعدائها. أجواء التنصيب في تقريرها المنشور بـ«كريستيان ساينس مونيتور» أول من أمس، وتحت عنوان «الخطاب الافتتاحي لعام 2013: بالنسبة للحضور إنه وقت للفخر والأمل وصناعة التاريخ»، استبقت "ليندا فيلدمان" حفل تنصيب أوباما لولاية رئاسية جديدة، بالقول: إذا زاد عدد الحضور عن نصف مليون أو 700 ألف، فإنه سيكون الحفل الأكبر من حيث عدد الحضور لرئيس أميركي في ولايته الرئاسية الثانية، وسيكون رابع أكبر عدد يحضر حفلاً لتنصيب رئيس أميركي، بعد حفل أوباما في ولايته الرئاسية الأولى، وبعد حفل تنصيب جونسون في عام 1965 الذي حضره 1.2 مليون أميركي، وبيل كلينتون في عام 1993 حيث تواجد في حفل تنصيبه 800 ألف أميركي. الكاتبة رأت أن العدد لن يصل لما كان عليه حفل تنصيب أوباما قبل أربع سنوات، حيث شهده 1.8 مليون نسمة. وتقول "لندا" إن عدداً كبيراً ممن حضروا حفل تنصيب أوباما جاءوا من مناطق بعيدة، ومعظمهم من أصول أفريقية، وهؤلاء استفادوا من عطلة نهاية الأسبوع ومن الاحتفالات الخاصة بذكرى مارتن لوثر كنج. «تاريخي»... لماذا؟! وتحت عنوان «أوباما يدخل التاريخ بإشاراته إلى المثليين»، نشرت «واشنطن تايمز» يوم أمس تقريراً لـ «شيرل شيملي»، استهله بالقول إن خطاب أوباما الافتتاحي كان تاريخياً من عدة أوجه، فهو أول رئيس أميركي من أصل أفريقي يتم تنصيبه رئيساً لفترة رئاسية ثانية، كما أن الشاعر "ريتشارد بلانكو" هو أول أميركي من أصبل إسباني يكتب شعراً لخطاب افتتاحي، كما أن أوباما هو أول رئيس أميركي يستخدم كلمة "مثلي" مرتين في خطابه. الرئيس الأميركي أشار إلى حركة "حقوق المثليين" وما صاحبها من أحداث شغب وقعت عام 1969 التي نشبت بعد هجوم من عناصر الشرطة على مقهى يرتاده المثليون بقرية "جرين ويتش". وحسب الكاتب، فإن عشر ولايات أميركية وأيضاً مقاطعة كولومبيا مررت قوانين تسمح بزواج المثليين، ويبدو أن خطاب أوباما في مستهل فترته الرئاسية الثانية يبعث برسالة مفادها أنه ينوي توسيع نطاق هذا النوع من الزواج خلال السنوات المقبلة من رئاسته. مزيد من السود خصص «دي واين ويكهام» مقاله المنشور في «يو. إس. إيه توداي» أول أمس الإثنين، لمطالبة أوباما بتعيين المزيد من الأميركيين ذويي الأصول الأفريقية في إدارته الجديدة. الكاتب استنتج أن الرئيس الأميركي قدم الكثير لصالح الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية، لكن لم يفعل ذلك في المناصب القيادية. وحسب "ويكهام" فإن التساؤل الذي يطرح عادة : لماذا كل عناصر الإدارة تقريباً من البيض؟ وعادة ما تكون الإجابة لدى رؤساء مرحلة ما بعد حركة الحقوق المدنية: إن الأمر لا يتعلق بالعرق كعنصر حاسم في اختيار الوزراء، بل يتعلق باختيار الشخصيات الأكثر كفاءة وتأهيلاً لشغل المنصب. لكن الرئيس السابق بيل كلينتون كسر هذه القاعدة، حيث اختار 7 وزراء في إدارته من ذويي الأصول الأفريقية، علماً بأن جورج بوش الابن عين 4 منهم في حقائب وزارية، اللافت أن أوباما اختار وزيراً واحداً فقط هو وزير العدل "المدعي العام" إيرك هولدر. إعداد: طه حسيب