لعل أكثر ما استوقفني في مقال: «العرب والعلمانية التركية»، الذي كتبه هنا الدكتور السيد ولد أباه هو قوله: «تقود السياسة إن تلبست لبوساً إسلامياً للفتنة والشقاق مما يضعف الدين ويقلص حضوره في واقع الناس»، والحقيقة أن الكاتب قد عبر هنا بجملة قصيرة عن جوهر مشكلة كثير من جماعات الإسلام السياسي، التي تقحم الدين في السياسة، ويؤدي ذلك لتشويه سمعة الدين وفشل السياسة في الوقت نفسه. وبالنسبة للنموذج التركي الذي كثر الحديث عنه مؤخراً أود التأكيد على أن هنالك فرقاً شاسعاً بين واقع المجتمع التركي وواقع العديد من المجتمعات العربية التي تمر بحالة تحول الآن. وكما يقال: لا قياس مع وجود فارق. فالأتراك كان عندهم تراث علماني متطرف، وكل ما جرى هو إجراء إصلاحات لتخفيف غلو العلمانية. ولكن حتى الحزب الحاكم الحالي في تركيا لا يتنكر أيضاً للأتاتوركية ولا يعلن القطيعة الكاملة معها، بل يحاول التوفيق بينها وبين رؤاه السياسية الخاصة. عزيز خميّس - تونس