الإرهاب يتوغل في الصحراء الكبرى... وحرب سوريا بلا نهاية مخاوف دولية من انتشار الإرهاب في الصحراء الكبرى الأفريقية، والأزمة السورية تتحول إلى حرب لا نهاية لها، والرئيس الأميركي يواجه مشكلات قديمة في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. الإرهاب في الصحراء الكبرى في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان «الإرهاب يتسع في الصحراء الكبرى»، نشرت «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية افتتاحية، استهلتها بالقول إن العملية العسكرية التي شنتها القوات الجزائرية على إحدى منشآت الغاز الواقعة على بعد 50 كيلو متراً من الحدود الجزائرية- الليبية، قد أثارت غضب القوى الكبرى التي لديها رعايا مختطفين، وأججت المخاوف في منطقة تعج بمجموعات إرهابية متطرفة وعصابات خطيرة عابرة للحدود. وحسب الصحيفة تنتهج الجزائر استراتيجية ضد الإرهاب قوامها عدم التفاوض معهم أو الخضوع لابتزازهم أو حتى منحهم مهلة. لكن إذا كانت هذه المقاربة المتشددة محل إعجاب، فإن الطريقة التي تعاملت بها الجزائر مع ملف الإرهاب قد لا تنال الإعجاب ذاته، فسجل القوى الأمنية الجزائرية في التعامل مع الانتفاضة «الإسلامية» مروع، وأسفر منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي عن مقتل عشرات الآلاف من الجزائريين. ما حدث يأتي ضمن مسلسل يبرز كيف أن الاستجابة بقوة قد تسفر عن نتائج كارثية، وأن الجزائر كغيرها من دول المنطقة تحتاج إلى مساعدة استراتيجية عاجلة في مواجهة التطرف. حرب بلا نهاية يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «لا نهاية للحرب السورية في الأفق»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية مقالاً لـ«جوين داير»، رأى خلاله أن الجزء الأكثر إحباطاً في الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خلال الفترة من عام 1975 إلى عام 1990، هو أنه بعد فترة وجيزة من اندلاعها، لم يكن هناك شيء يمكن قوله. وهذا الأمر بدأ يحدث في سوريا، إنه لشيء مرعب، فمثلما يحدث في الحروب الأهلية، ترتكب الفظاعات كل يوم، ومن الصعب إيقافها في القريب العاجل. ولنضع في الاعتبار الدراسة الصادرة حديثاً عن المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، والتي تشير إلى أن 60 ألف سوري قد لقوا مصرعهم في مارس عام 2011 ، وهو رقم أعلى من تقديرات أممية سابقة مفادها أن عدد الضحايا يقترب من 40 ألفاً، المفوضية الأممية كان لديها أمل في أن الإفصاح عن هذا الرقم سيدفع دول العالم نحو التحرك، لكن هذا لم يغير من الأمر شيئاً. وحسب الكاتب، ثمة أخبار ظهرت في ديسمبر المنصرم تتحدث عن أن الروس على وشك التخلي عن حليفهم بشار ، حيث صرح «ميخائيل بوجدانوف» بأن «انتصار المعارضة السورية أمر لا يمكن استبعاده». بعض وسائل الإعلام، فسرت التصريح بأن الروس لن يدافعوا عن نظام الأسد، ولم يعد مجلس الأمن مشلولاً بـ«الفيتو» الروسي، وسيطرح المجلس تفويضاً بالتدخل الأجنبي. «باجدانوف» لم يتحدث صراحة عن أن انتصار الثوار السوريين أمر مرغوب فيه، بل على العكس قال إن هذا لن يحدث على المدى الطويل، وأن انتصار الثوار سيدمر سورياً. المتحدث باسم وزارة الخارجية «إلكسندر لوكاشيفيكش» أعلن أن تصريحات «بوجدانوف» أسيئ فهمها، مؤكداً أن «مواقفنا لم تتغير ولن نغيرها». الصحيفة تقول لن يغير أحد موقفه، وهذا الأمر ينطبق على الحكومات الغربية التي ليس لديها نية في إلزام قواتها بخوض حرب أهلية في سوريا، متخذة من «الفيتو» الروسي ذريعة لمواقفها السلبية. ويشير «داير» إلى أن ثمة قناعة لدى بشار والطائفة العلوية تتمثل في ضرورة الاستمرار في حكم سوريا، وإلا مواجهة الدمار، بشار على أرض الواقع لم يخسر الحرب، والسوريون منقسمون إثنياً وطائفياً وطبقياً، ومع مرور الوقت وسواء انتصر بشار أو انهزم، فإن سوريا سيلحق بها الدمار. بعض الأنظمة مثل الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، أو أنظمة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا قررت ألا تفرض الحرب الأهلية على البلاد حتى إذا كان البديل عنها هو فقدان السلطة. وفي الحالة المصرية، وجدنا النظام قبل عامين لم يثق في إمكانية خوض الجيش حرباً أهلية بالنيابة عنه، لكن في الحالة السورية نجد أن كبار القادة العسكريين، من العلويين، وهؤلاء يفضلون خوض حرب أهلية بدلاً التخلي عن السلطة، ويخوضون الآن حربهم وسيواصلون خوضها لفترة طويلة، في النهاية قد لا تكون ثمة دولة سورية موحدة، ولن تكون هناك قوة خارجية قادرة على وقف هذاالسيناريو. مشكلات قديمة يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «مشكلات خارجية قديمة تبرز في ولاية أوباما الثانية»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية مقالاً لـ«هارون صديقي» استهله بالقول إن أوباما يدلي بالقسم في فترته الرئاسية الثانية، لكنه يناضل من أجل تدشين سياسة خارجية متماسكة تمتد من أفغانستان إلى مالي مروراً بالشرق الأوسط. صحيح أنه كان منشغلاً بوضع حد للفوضى الجيوسياسية الناجمة عن إدارة بوش الابن، وكان خلال فترته الأولى يوازن بين سياساته الخارجية واحتياجاته الداخلية. متاعب الحرب والقيود المالية اضطرت أوباما إلى لعب دور ثانوي في ليبيا، بينما شاركت فرنسا وبريطانيا تحت قيادة «الناتو» في الإطاحة بالقذافي ضمن مهمة لم تكتمل بعد، حيث تُركت ليبيا للميليشيات المسلحة، ولقي السفير الأميركي في بنغازي مصرعه، وانتشر التوتر في مالي بعدما التحق الطوارق المعارضون للحكومة المالية بالإسلاميين مهددين استقرار مالي، ما حفّز فرنسا على التدخل. ولعدة شهور، يسيطر «الجهاديون» في مالي على أراض أكثر من تلك التي سيطر عليها أنصار «طالبان» في أفغانستان، وهؤلاء الجهاديون مرتبطون بـ«القاعدة» في كل من النيجر ونيجيريا والصومال وموريتانيا، وفي مناطق أخرى، ومعظمهم تلقى تدريباً في أفغانستان، وفي عام 2008 اختطف هؤلاء الدبلوماسي الكندي «روبرت فوللر»، ومع ذلك قرر أوباما العمل من خلف الستار، حيث خصص 500 مليون دولار لتدريب القوات المالية، فهو يخشى الهجوم على قوى إسلامية خوفاً من أن يصبح ذلك دافعاً لهجمات يشنها «الجهاديون» في مناطق أخرى. أوباما الذي أعيد انتخابه لفترة رئاسية جديدة، طالب بانسحاب سريع لقوات بلاده من أفغانستان، وذلك على الرغم من أن هذا البلد لم ينعم بالاستقرار، والقوات المحلية الأفغانية ليست مجهزة بالطريقة التي تجعلها قادرة على هزيمة «طالبان». واستنتج الكاتب أن التسوية السياسية مع «طالبان» هي الحل الوحيد على المدى الطويل، لكنه يحتاج إلى دعم إقليمي خاصة من الهند وإيران، وهذه الأخيرة لن تتعاون إلا في إطار، مساومة كبرى، تتعلق ببرنامجها النووي وما ترتب عليه من عقوبات. أوباما قلق من الوجود العسكري الأميركي في الخارج، وذلك بسبب نقص الأموال والافتقار إلى تأييد الرأي العام، وبسبب انتهاج استراتيجية لتخفيض الوجود العسكري الأميركي في الخارج، علماً بأنه زاد من عدد الهجمات بطائرات من دون طيار في كل من باكستان واليمن والصومال التي أودت بحياه 3500 مدني. وحسب الكاتب، فإن أوباما انحاز في «الربيع العربي» إلى الشعب المصري، لكنه تخلى عن السوريين. واستنتج الكاتب أن ترشيح «جون كيري» في منصب وزير الخارجية و «تشيك هاجل» في منصب وزير الدفاع يعني أنه اختار اثنين من مقاتلي حرب فيتنام، وهما يشاركان أوباما تعقله في التعامل مع الحروب. إعداد: طه حسيب