الطاقة المستدامة...هي الأمل الذي يعمل من أجله العالم، وهي الطاقة التي لا تستهلك موارد الأرض ولا تضر بالكائنات التي تعيش عليها، وفي نفس الوقت لا تنضب ولا تنتهي، إنها الطاقة التي تأتي بشكل طبيعي وتعود بشكل طبيعي أيضاً. هي الطاقة? ?المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد أو التي لا يمكن أن تنفد. ?ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهرياً عن الوقود الأحفوري ?، من بترول? ?? وفحم وغاز طبيعي، أو الوقود النووي?? ? الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة مخلفاتٌ كثنائي أكسيد الكربون،? ?أو غازات? ?ضارة ولا تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري،? ?أو المخلفات الذرية? ?الضارة الناتجة من مفاعلات الطاقة النووية. وتنتج الطاقة المتجددة من الرياح ? ??والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر ?? ?أو من طاقة حرارية أرضية. هذه المعلومات قد يكون كثير منكم يعرفها، وربما تجدونها في أي مكان تبحثون فيه عن تعريف للطاقة المستدامة، لكنها معلومات مهمة بالنسبة للإماراتيين أو من يعيشون في دولة الإمارات، كونها واحدة من أكثر البلدان اهتماماً واستثماراً في الطاقة المتجددة. خلال هذا الأسبوع كانت أبوظبي ورشة عمل عالمية لسياسيين ورجال أعمال، فضلاً عن العلماء والمخترعين والمهتمين بالبحث عن حلول للطاقة التي أصبح العالم يستهلكها بشكل كبير. ويعتبر «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي انتهى بالأمس أكبر تجمع بشأن الاستدامة في تاريخ الشرق الأوسط ومن أكبر التجمعات من نوعه في العالم، حيث ناقش التحديات التي يواجهها العالم في مجال الطاقة والمياه والتنمية المستدامة، واستقطب آلاف المشاركين من أكثر من 150 دولة. ويضم «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي تستضيفه "مصدر" مجموعة من المؤتمرات والفعاليات، بما فيها الدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل والمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة والقمة العالمية للمياه والحفل السنوي لتوزيع "جائزة زايد لطاقة المستقبل" في دورتها الخامسة. ومن بين الفعاليات الأخرى التي أقيمت خلال «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الاجتماع الأول لوزراء الطاقة في الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، واجتماع مجلس منظمة "المعهد العالمي للنمو الأخضر". وقد حضر، وشارك في فعاليات أسبوع الاستدامة عدد من قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب كبار الوزراء والخبراء والمختصين والعلماء وصناع القرار والمهتمين بقطاعات البيئة والطاقة والمياه والغذاء. كما تحتضن العاصمة أبوظبي المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أول منظمة دولية مكرسة لتعزيز انتشار أشكال الطاقة المتجددة واستخدامها المستدام. كل ذلك يجعل أبوظبي عاصمة الطاقة المستدامة والإمارات قبلة دول العالم في هذا المجال، ومدينة مصدر هي الحلم والتحدي الذي يترقبه العالم. لذا من المهم أن يعرف كل إماراتي وكل من يعيش على أرض الإمارات ما هي "الطاقة المستدامة" أو "الطاقة المتجددة"، وما هو الاقتصاد الأخضر الذي ستتحول إليه الإمارات في عام 2021. كثير من النظريات في العالم تتكلم عن نضوب النفط والدخول في أزمة طاقة، أو ما يفضل البعض أن يطلق عليها "الأزمة الأخيرة"، وهذا لا يعني أنها آخر الأزمات، وبعدها تنتهي كل المشاكل، بل إنها الأزمة الأخيرة والأكبر، وبعدها ستنتهي الحضارة التي نعيشها! هذه ليست النظرية الأولى ولن تكون الأخيرة، فعلى مدى العقود الماضية كانت هناك تحذيرات مستمرة من نضوب النفط في الخليج والعالم وهناك دفع للسعي من أجل الاعتماد على مصادر جديدة للطاقة. وبغض النظر إن كانت هذه النظريات حقيقية أم مبالغ فيها، فإن العمل من أجل طاقة مستدامة في الإمارات يأتي من منطلق اهتمامها بالبيئة ومكوناتها، وسعيها من أجل أن تكون الكرة الأرضية مكاناً أفضل للعيش بالنسبة للإنسان والكائنات الحية. «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تزود العالم بالطاقة منذ نحو نصف قرن، ونحن ماضون في التزامنا بمسؤولياتنا كعضو فعال في المجتمع الدولي حيث نعمل لضمان أمن الطاقة والمياه والغذاء وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الحياة الكريمة لأجيال الحاضر والمستقبل»... ?هذا نص ما قاله الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته في افتتاح قمة طاقة المستقبل يوم الثلاثاء الماضي، وهذا ما تؤمن به الإمارات وتعمل عليه العاصمة أبوظبي، وقد يكون هذا السعي غير مدرك لدى البعض، لأنها خطوة متقدمة جداً نحو المستقبل، وقد لا يستوعبه البعض الآخر من دولة تعتمد على النفط في اقتصادها، وتستثمر في البديل المنافس للنفط. لكن أغلب دول العالم التي تدرك أهمية العمل في مجال الطاقة المتجددة أصبحت تنظر للإمارات وأبوظبي نظرة احترام وتقدير لدورها الرائد في هذا المجال.