قرأت باهتمام مقال د. عبدالله المدني المنشور يوم الأحد الماضي، والمعنون بـ«واشنطن تشتكي... بينما هي السبب!»، وفيه لفت الانتباه إلى أن بدايات اقتحام الإيرانيين للمعارف النووية كان في ستينيات القرن الماضي، وتحديداً في عام 1967 حينما زودت واشنطن حكومة الشاه بمفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف بقوة خمسة ميجاوات. وبعد مطالعتي لهذا المقال، أرى أن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط مرت بتقلبات كبرى، فمرة كان السلام المصري- الإسرائيلي هو الهدف، وأخرى تصفية القوتين العراقية والإيرانية في حرب الخليج الأولى، ثم التخلص من صدام، والآن تنتهج واشنطن سياسة «وطأة القدم الخفيفة» تجاه دول المنطقة، فلا انخراط مباشر في توترات «الربيع العربي»، ولا خوض صدامات مع التيارات الدينية التي صعدت واستغلت المشهد الثوري لصالحها دون أن تكون مؤهلة للقيادة والحكم. إنها استراتيجية مشوهة يصعب فهم أبعادها. عمرو نجيب- دبي