بنى ويليام فاف مقاله المنشور هنا، وعنوانه «أفغانستان... البقاء بعد الانسحاب!»، على فرضية تحتاج الكثير من النقاش والتمحيص، مفادها وجود «علاقة سببية واضحة بين التدخل الأميركي واختلال الأمن»، ليقول إن واشنطن تجاهلت ذلك واستمرت في سياستها القديمة مكررةً أخطاءها في العراق وأفغانستان. لكني أختلف مع هذا الرأي في نقطة واحدة على الأقل، وهي رفضه بقاء أي قوات أميركية في أفغانستان بعد الموعد المحدد لانسحاب القوات الأجنبية مطلع العام المقبل. إن القوات التي ستبقى يراد منها الاضطلاع بدور حيوي في تدريب وتأهيل قوات الأمن والجيش الأفغانيين كي تتعزز قدراتها على تحمل مسؤوليات الملف الأمني خلال المرحلة المقبلة. وإلا فعلينا أن نتصور مآلات الأمور فيما لو تركت هذه القوات دون تدريب وتوجيه، ثم طُلب منها بمفردها مقاتلة مسلحي «طالبان» وغيرهم من جماعات التمرد والإرهاب وتجار المخدرات! وإلى ذلك فإن خروج القوات الروسية من أفغانستان أوائل تسعينيات القرن الماضي، يعلمنا درساً مهماً، إذ ما أن خرجت القوات الأجنبية حتى بدأ الأفغان يتقاتلون فيما بينهم، وهو ما لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يسمح بتكراره مجدداً. حمدي السيد - أبوظبي