قرأت مقال «سوريا وخطأ التشخيص»، لكاتبه الدكتور رياض نعسان آغا، وأعتقد أنه كان محقاً في ما عدده من أسباب لرفض «المبادرة» التي طرحها الأسد في خطابه الأخير، وهي في واقع الأمر مجرد كلام نظري منفصل عن الواقع وعما يحدث من تدمير منهجي وسفك للدماء. وكما أوضح الكاتب فإن تلك «المبادرة» لم تتلق من القبول ما يفتح أفقاً لإنهاء الأزمة السورية؛ وذلك أن الخطاب لم يشر إلى مسألة تنحي الرئيس، وهي مفتاح الحل، لذلك لم يقبل بها حتى المعارضين (شبه الموالين) الذين طرحت عليهم، ولا المعارضين الرافضين لمحاورة النظام أصلاً. كما لم يكن الثوار معنيين بالمبادرة، إذ وصفهم صاحبها بأنهم «عصابات إرهابية». هذا علاوة على تجاهل المبادرة وجود ثورة شعبية عارمة في البلاد. وهو تجاهل يسد أي أفق ممكن للحل أو لتحريك حوار يحقق المصالحة. بهاء عمر -أبوظبي