يتزاحم الجميع هنا للتعلق بالسيارة المهترئة المثقلة أصلاً بالأثقال بشكل جعل عجلاتها تئن من الحمل، وهيكلها يكاد يلامس أرضية الشارع الكدرة، فيما تبدو على جانبي الطريق الملامح الأخيرة من أكواخ بلدة «دمارا» في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يفر هنا النازحون المدنيون هرباً بأرواحهم وبكل ما تيسر مما ثقل وزنه وقلت قيمته. وقد زادت مؤخراً أعداد الهاربين من البلدة بعدما اقترب منها خط قتال النزاع المسلح بين القوات الحكومية ومتمردي تحالف «السيليكا»، الذي حقق مؤخراً مكاسب ميدانية جعلته يقترب مسافة أكبر من العاصمة «بانغي». ولكن من الأخبار السارة التي قد تعيد هؤلاء الهاربين إلى بلدتهم وتخفف عليهم مكابدات الهروب أن الحكومة والمتمردين قد توصلا أول من أمس، بوساطة أفريقية، إلى اتفاق نهائي من شأنه أن يضع حداً للأزمة السياسية والصراع المسلح في ذلك البلد الأفريقي الحبيس جغرافياً والفقير إلى حد كبير، على رغم توافر الأراضي الخصبة كما نرى في الصورة، ووجود شعب مقبل على الحياة، متعلق بحبال الرجاء، حتى الرمق الأخير. والأمل أن يكون اتفاق السلام الأخير بداية عهد جديد بالنسبة لهؤلاء المشردين في وطنهم بسبب نزاعات السياسة وصراعات الزعامة. (ا ف ب)