تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، بعد أن باتت الأنشطة التطوعية لا تنفصل عن خدمة المجتمع وتنميته في كثير من المجالات، وهذا ما عبّر عنه بوضوح الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤخراً، لدى استقبال سموه المتطوع محمد الشاطري أفضل متطوع لرياضة السيارات في العالم لعام 2012، حيث أكّد سموه «أن الأعمال التطوعية تحظى بإقبال متزايد، وباتت ثقافة راسخة في مجتمع دولة الإمارات، تتطلب الدعم والتشجيع والرعاية من مختلف الجهات من أجل تطوير مهارات المتطوعين، وتنمية شخصياتهم، وإفساح المجال لهم لتوظيف قدراتهم في خدمة المجتمع». يشهد العمل التطوعي في الدولة ازدهاراً وتنامياً في أنشطته من عام إلى آخر، وارتفاع مستوى الوعي به، ليس لأنه يعكس ما يتمتع به المجتمع الإماراتي من قيم العطاء والتضامن والتكافل فقط، وإنما لأن هناك دعماً متواصلاً من قِبل القيادة الرشيدة لهذا العمل أيضاً، ونشر ثقافته، الأمر الذي يُترجم في العديد من البرامج والمبادرات المهمة، كبرنامج «تكاتف للتطوع الاجتماعي» الذي يحظى بدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويستهدف تعزيز ثقافة التطوع، والاستفادة من الموارد المتاحة، وإيجاد الحلول الخلاقة التي تلبي حاجات المجتمع. ومبادرة زايد العطاء أيضاً، التي أطلقت عام 2003، بهدف تمكين مختلف فئات المجتمع للمشاركة الفعالة في التنمية المجتمعية المستدامة والعمل التطوعي محلياً وعالمياً واستثمار طاقات الشباب في خدمة الوطن في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والثقافية، وقد استطاعت هذه المبادرة خلال السنوات الماضية أن تدشن العديد من البرامج والمشروعات الخيرية والإنسانية، كـ«مبادرة أيادي العطاء»، و«أكاديمية الإمارات للتطوع المجتمعي»، و«مستشفى الإمارات الإنساني العالمي» المتنقل (علاج)، و«مهرجان العطاء الثقافي والإنساني العالمي»، وهي مبادرات تستهدف بالأساس تقديم المساعدة للفئات المحتاجة والفقيرة في العديد من المناطق، ونشر ثقافة العمل التطوعي محلياً وإقليمياً. إن اهتمام الدولة بتشجيع العمل التطوعي ونشر ثقافته بين أفراد المجتمع يستند إلى جملة من الاعتبارات المهمة، أولها فاعلية الدور الذي يقوم به العمل التطوعي في خدمة المجتمع، والذي لم يعد مقتصراً على الجوانب الاجتماعية فقط، وإنما أصبح يقوم بدور فاعل في كثير من المجالات التي تخدم عملية التنمية الشاملة. ثانيها، أن العمل التطوعي أصبح يقوم بدور مكمل لعمل الحكومة في كثير من المجالات التي تهم أفراد المجتمع، لذا فإن الدولة تحرص على تفعيل الشراكة بين المؤسسات التي تمارس العمل التطوعي، سواء كانت أهلية أو مدنية، مع الهيئات والجهات الحكومية المختلفة من أجل هدف واحد هو تنمية المجتمع في المجالات كافة. ثالثها، أن تفعيل دور العمل التطوعي ليقوم بدوره في خدمة المجتمع وتنميته، ينسجم مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله بشأن تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، التي جاءت في خطاب سموه في الذكرى الثامنة والثلاثين لليوم الوطني المجيد، وتستهدف تنمية المجتمع وبناء الإنسان وتحقيق التكافل والتكامل الاجتماعيين في مجتمع الإمارات. ــ ـ ـ ـــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.