Washington Quarterly احتجاجات مضادة وحياد أفغاني قضايا دولية متنوعة تناولها العدد الأخير من دورية Washington Quarterly التي تصدر كل ثلاثة شهور عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومركزه واشنطن. فتحت عنوان "حركات 2011 الاحتجاجية: هل كانت تتعلق بالديمقراطية"، يرى "دون برانكاتي" أنه رغم أن الافتقار إلى الديمقراطية، والمساعدات الأجنبية، والتكنولوجيا المتقدمة... قد ساعدت على نشوب احتجاجات عام 2011، فإن الأدلة الإحصائية تبين أن تراجع الاقتصاد العالمي لعب دوراً مؤثراً في تلك الاحتجاجات. بيد أن الاحتجاجات، كما يرى الكاتب، خلقت مصاعبها الاقتصادية الخاصة، ففي دول الشرق الأوسط هبطت الحركة السياحية بنسبة كبيرة، وانخفض الإنتاج الرأسمالي انخفاضاً حاداً، وتأثرت التجارة سلباً، وجفت الاستثمارات الأجنبية. وتلك الآثار الاقتصادية إذا ما استمرت دون علاج، فإنها يمكن في نظر الكاتب أن تشعل احتجاجات جديدة ضد الحكومات التي جاءت بها الاحتجاجات السابقة. وتحت عنوان "التفكير مطولاً عن أفغانستان: هل يمكن تحييدها؟، تقول "أودري كيرث كرونين" إنه مع قيام الولايات المتحدة بتخفيض أعداد قواتها هناك على مدار العامين المقبلين، فإنها تحتاج إلى التحول من التفكير القصير الأجل إلى تفكير طويل الأجل حول مستقبل أفغانستان، وتقول إنه خلال عدة عقود من القرن العشرين ثبت أن الحل السياسي طويل الأمد، والمتمثل في استراتيجية "الحياد"، هو الذي يناسب أفغانستان. وهذا الحياد سوف يكون في مصلحة دول آسيا الوسطى، لأنه يحقق التوازن بين مصالح القوى الكبرى المتنافسة؛ كما سيكون مناسباً لروسيا، لأنه من دون الحياد، فإن التطرف الإسلامي الذي ستسيطر حركاته حتماً على أفغانستان، عقب انسحاب القوات الغربية منها، سوف يؤثر سلباً على الأمن القومي الروسي. «لوموند دبلوماتيك»: العلويون السوريون في العدد الأخير من شهرية «لوموند دبلوماتيك»، نطالع دراسة بعنوان "المصير الغريب للعلويين السوريين... ثقل التاريخ وذاكرة الاضطهاد"، ألقت كاتبتها صابرينا ميرفين الضوء على الصعوبات التي واجهها النصيريون في القرن العشرين من أجل بناء هويتهم، ضمن الدولة العثمانية المتداعية، ثم في سوريا الخاضعة للانتداب الفرنسي، وأخيراً في سوريا المستقلة، حيث اضطروا للخروج من عزلتهم في الجبل والانخراط في الحداثة، كما عمدوا إلى تنظيم عقائدهم الدينية ونمط اجتماعهم الخاص. وكما توضح الكاتبة، فإنه رغم استقاء النصيرية من بعض الأصول القديمة، فإن عقيدتهم تنتمي إلى "الإمامية" الشيعية، إذ كان مؤسسها محمد بن نصير تلميذاً للإمام الحادي عشر، لكن أتباعه انحسروا في جبلٍ أضحى ملجأَهم، حيث تطورت تعاليمهم ضمن دوائر مغلقة. وخلال فترة الانتداب على سوريا ولبنان، تقول الكاتبة، اعتمد الفرنسيون تسمية "العلويين" للدلالة عليهم، كما خصصوا لهم في عام 1922 منطقة مستقلّة عاصمتها اللاذقية، ضمن فدرالية شكلت دولة سوريا، مع منطقتي حلب ودمشق؛ ثم فصلت عنها في 1925، قبل تسميتها في عام 1930 محافظة العلويين. وفي حينه انقسم وجهاء العلويين إلى معسكرين: أحدهما يريد المحافظة على استقلالية الطائفة والانفصال عن سوريا، وثانيهما يجاهر بانتمائه لسوريا موحدة. وعند جلاء الفرنسيين عن سوريا عام 1946، كان العلويون يمثلون 11 في المئة من السكان، وكان 80 في المئة منهم يسكنون الجبل. لكنهم بدؤوا يتمركزون في البلدات والمدن الساحلية، وتموضعوا بشكل خاص في حمص ودمشق، ومارسوا مهناً صغيرة. ثم شكّل الجيش منفذاً آخر لهم؛ إذ انضموا إلى الكلية الحربية في نهاية الأربعينيات، ليشكلوا فيما بعد قاعدة تجنيد لحزب «البعث». وبعد الانقلاب العسكري عام 1963، حاز العلويون مزايا لشغل مناصب رئيسية في الجيش، واستمر حافظ الأسد الذي استولى على السلطة عام 1970 في هذه السياسات، والتي بقيت قائمة حتى اليوم، ولا أحد يعرف ما ستؤول إليه في قابل الزمن.