لو كان لي أن أصف العام الماضي بعبارة واحدة، ضمن هذا التعقيب على مقال الدكتور أحمد عبدالملك: "صعبة... حصيلة عام 2012" لقلت إنه كان عام الفوضى العارمة في دول الحراك العربي، حيث لم تستقر الأمور هناك على شاطئ بعد، وحيث تزداد الاحتقانات الاجتماعية والسياسية، وتتفاقم المشكلات الاقتصادية، وتتعسّر عملية التغيير في معظم تلك الدول. وزاد الأمر تعقيداً وصول بعض الجماعات ذات الأجندات الخاصة إلى السلطة، حيث استحوذت على جهد الشباب غير المسيس الذين قادوا التغيير، وسعت لجعل كل ما جرى من حراك وسيلة لتنفيذ أجنداتها المبيتة، التي لا تعبر سوى عن مصالحها ومصالح قادتها. وزيادة على الفوضى العارمة كان العام الماضي أيضاً عام الفشل الاقتصادي والمالي في دول الحراك العربي، حيث ظلت الأخبار تتواصل حول الإخفاقات في تلافي تداعيات عدم الاستقرار والأزمة الاقتصادية، وتحولت جهود احتواء المشكلات الاقتصادية إلى ما يشبه الحلقة المفرغة التي تدور حول نفسها دون أن تكون لها نهاية ممكنة قريبة. والأمل أن يكون العام الجديد أرحم بشعوب تلك الدول، التي كانت في مقدمة ضحايا مشكلات الاقتصاد. خالد محمود - الرياض