أتفق مع كثير مما ورد في مقال الدكتور حسن حنفي: «مسألة الهويـة... رؤية فلسفية»، وأرى أن مسألة تمتين ودعم الهوية بالذات ينبغي التعامل معها بكثير من الجدية والاهتمام وخاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه غزو العولمة الثقافية أمراً واقعاً، إلى حد جعل بعض المُنظرين الغربيين يحاولون إقناع شعوب العالم المختلفة بأنه لم تعد هنالك خصوصية ثقافية، وأن هنالك ثقافة عالمية واحدة سائدة ومن ثم فإن على الجميع الانخراط فيها، طوعاً أو كرهاً. ومع أهمية الانفتاح على مختلف ثقافات العالم الإنسانية إلا أن ذلك لا يبرر القفز على الخصوصيات الثقافية فلكل أمة وشعب ثقافته التي لا تعوضه عنها ثقافة العولمة. ولعل أخطر أشكال الغزو الثقافي اليوم هو الغزو اللغوي حيث تختفي سنوياً لغات عالمية عديدة كانت محكية حتى الأمس القريب، وذلك بفعل هيمنة لغات غربية معينة. بل إن حساسية الغزو اللغوي مطروحة في بعض الثقافات الغربية نفسها تجاه لغات غربية أخرى. وعلى العموم فإن الخصوصية الثقافية باقية على رغم عصر العولمة. وائل إبراهيم - الرياض