مشروع البروتوكول المشترك الذي وقعته وزارة التربية والتعليم والأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي مؤخراً بهدف تنفيذ مشروع «برلمان المدارس»، ينطوي على أهمية بالغة، ليس فقط لكونه سيسهم في إثراء العملية التعليمية، بل أيضاً لدوره المتوقع والمأمول في تنشئة الطلاب على قيم المشاركة الإيجابية وممارسة حرية الرأي والتعبير المسؤولة، وتنمية الوعي لديهم بالقضايا المجتمعية، وهي منظومة القيم التي تسهم في بناء كوادر مواطنة فاعلة، حريصة على الانخراط والمشاركة في حركة تنمية المجتمع وتطوره. «برلمان المدارس» سيقدم صورة مصغرة لآلية عمل المجلس الوطني الاتحادي، والكيفية التي تدار بها جلساته، حيث ستتولى الأمانة العامة للمجلس إعداد مشروع لائحة عمل «برلمان المدارس»، وستشرف على الجانب الفني المتعلق باجتماعاته، أما وزارة التربية فهي التي ستحدد شروط الناخبين والمرشحين، وضوابط الحملات الانتخابية، وإجراء الانتخابات والإشراف عليها، وإعلان نتائجها، وجميع ما يتصل بها. «برلمان المدارس» سيمثل نقلة نوعية مهمة، وسيكون له مردود إيجابي على أكثر من مستوى: فأولاً، سيمثل قناة مهمة من قنوات التنشئة السياسية والاجتماعية السليمة للطلاب من خلال إفساح المجال أمامهم للتعبير عن آرائهم في قضايا المدرسة والمجتمع، وبما يثري ثقافتهم الديمقراطية، ويعمق من مشاركتهم العامة، وهذا ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الخاصة بتعميق المشاركة الشعبية ورفع الوعي السياسي لدى المواطنين، التي أكد عليها سموه في كلمته خلال افتتاح جلسات دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي في شهر نوفمبر الماضي، والتي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وقال فيها «إننا نمضي بثبات نحو الوصول بالتجربة السياسية الإماراتية إلى مقاصدها وتحقيق التنمية المنشودة وتوسيع نطاق المشاركة». ثانياً، سيسهم المشروع في نشر الثقافة البرلمانية للطلاب، وإكسابهم المعارف البرلمانية اللازمة عن المجلس واختصاصاته ودوره ونشاطه، منذ أن عقد جلسته الأولى عام 1972، والدعم الذي يحظى به من قبل القيادة الرشيدة، من أجل تفعيل دوره ليكون سلطة مساندة للمؤسسة التنفيذية، وأكثر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن والمواطنين. وعلاوة على ما سبق، فإن «برلمان المدارس» سيتيح للطلاب التدريب على استخدام الأدوات البرلمانية؛ كتقديم طلب إحاطة، والسؤال، وطلب المناقشة العامة والبيان العاجل، والتخاطب مع صانعي القرار، والمحاكاة، وهذا سيسهم في إعدادهم بشكل جيد للعمل البرلماني مستقبلاً. ثالثاً، سيسهم «برلمان المدارس» في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب، بالنظر لما يتيحه من مجال للنقاش حول قضايا المجتمع، والتعريف بسياسات ومواقف الدولة وجهودها الإنسانية والإنمائية، الأمر الذي يؤدي إلى غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الطلاب، وينمي لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، وهذا يمثل أحد أهم أهداف مشروع البروتوكول المشترك بين وزارة التربية والتعليم والأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي، الذي يسعى لإعداد جيل من طلبة المدارس قادر على ممارسة دوره المجتمعي بإيجابية وكفاءة، وعلى استعداد لبذل كل جهد من أجل نهضة الوطن ورفعته، وإعلاء شأنه وتعظيم مكانته. ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.