لاشك أن مقال الدكتور طيب تيزيني المنشور هنا تحت عنوان: "نقد أدونيس للثورة السورية" قد وضع النقاط على الحروف بشأن موقف ذلك الشاعر من ثورة الشعب السوري المديدة. والحقيقة أن مثقفاً مثل أدونيس كان يتعين عليه أن يبدي قدراً من التعاطف مع المدنيين العزل الذين يتعرضون للمجازر على أيدي "شبيحة" نظام الأسد، وخاصة أنه شاعر يقدم نفسه في قصائده على أنه مرهف الإحساس، وذو أفق إنساني واسع. كما كان عليه أيضاً أن يلزم الصمت إن لم يستطع مناصرة المدنيين السوريين المظلومين، أو نقد ممارسات نظام الأسد الخارجة على الشرعية الدولية. أما أن تصدر عنه تصريحات قد تفسر على أنها دعم للنظام ضد الشعب السوري فهذا عمل غير مناسب، وهو آخر ما كان متوقعاً من شاعر كبير، يُلتمس عادة عند أمثاله معنى الالتزام في الشعر وفي مواقف الحياة بصفة عامة. وائل عقيل - بيروت