يحظى المواطن في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، باهتمام خاص، إيماناً بحقيقة أن الإنسان هو أساس التنمية وهدفها، لذا تضع الحكومة الارتقاء به على رأس سلم أولوياتها، مستلهمة في ذلك الرؤية التنموية الشاملة لقيادتنا الرشيدة التي تؤكد تعميق مشاركة المواطن في عملية التنمية وتعزيزها، وتمكين الكفاءات المواطنة، والاستثمار في بناء القدرات البشرية وتطوير القيادات، من خلال تبنّـي ثقافة التميز والتطوير المستمر لأداء المواطن، في سبيل الوصول إلى اقتصاد معرفي متنوع تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات المحلية، التي تجيد تسخير إمكانات الدولة لإدارة عملية التنمية الشاملة. في هذا السياق، فإن إطلاق "مركز تنمية القادة والإبداع" التابع للأمانة العامة لمكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، لبرنامج "قيادات المستقبل" في الوزارة، مؤخراً، جاء في إطار هذا التوجه الاستراتيجي للدولة، فخلال السنوات الأخيرة أطلقت الإمارات مبادرات عدة، تتمحور حول بناء القيادات المواطنة، وتتلخص مهمتها في إعداد كوادر وطنية مؤهلة وقادرة على القيادة في مجالات العمل الوطني المختلفة في ظل التطورات السريعة في العالم، وتعزيز الإنجازات التي حققتها الدولة في مسيرتها التنموية. ويأتي في مقدمة هذا المبادرات أو البرامج "برنامج قيادات حكومة الإمارات"، الذي تمّ إطلاقه في فبراير 2008، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، في مبادرة استهدفت تطوير القيادات المتميزة المواطنة في المؤسسات الاتحادية وفق المعايير الدولية، لإعداد كوادر مؤهلة ناجحة في تنفيذ استراتيجيات الدولة، واللافت للنظر في هذا البرنامج، عدم اقتصاره على فئة المتميزين من الشباب فقط، إذ يمنح الفرصة للموظفين كافة باختلاف مناصبهم وأعمارهم لتطوير مهاراتهم في مجالات عدة وتحسين مؤهلاتهم في إدارة الموارد الوطنية، ومن ثم استثمار قدرات وإمكانات المواطنين بصرف النظر عن أعمارهم أو تخصصاتهم. ويعد برنامج "زمالة الواعدين في الخدمة العامة" في إمارة أبوظبي الذي تمّ إطلاقه في عام 2010، والذي يهدف إلى تحويل المواهب الحكومية في الإمارة إلى قادة المستقبل، وبرنامج "القادة الشباب لطاقة المستقبل"، الذي أطلقه "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا" في عام 2009، من أبرز البرامج التي تتبـنّـاها أبوظبي تحقيقاً لنهج التطوير والتحديث في الإمارة، إذ تتاح للـمُلتحقين في برنامج "زمالة الواعدين في الخدمة العامة"، الفرصة لتطوير مهاراتهم القيادية للإسهام في تطوير المجتمع باختلاف قطاعاته، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، فيما يمكّن برنامج "القادة الشباب لطاقة المستقبل"، الشباب من الإسهام بفاعلية في صناعة المستقبل في مختلف المجالات. الجدير بالذكر أن مثل هذه البرامج تحظى بدعم من مصادر مختلفة، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، من خلال أشكال عدة كتقديم المنح المالية لهذه البرامج، في صورة تمثل تطور وعي المجتمع بضرورة تعميق المسؤولية الاجتماعية والوعي بأهميتها ودورها التنموي، إيماناً بدور هذه البرامج في نجاح الدولة في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، والحفاظ على مكتسبات التنمية التي تحققت على مدى السنوات الماضية.