لا تزال مشكلة الغذاء تمثل تحدياً رئيسياً لأفريقيا، بعد مرور نصف قرن على خروج الاستعمار الأجنبي من غالبية دولها، ما يُظهر حجم الإخفاق الذي أصاب أحلام شعوب القارة عشية نيلها الاستقلال، حين كانت أصداء الشعارات الكبرى تدوي في كل مكان منها، والنخب الوطنية تعد ببناء دول عصرية متقدمة تنافس دول المستعمر التقليدي في الديمقراطية والتصنيع ووفرة الإنتاج. لكن في هذه الصورة من تشاد، وهي واحدة من دول غرب أفريقيا التي نالت استقلالها عن فرنسا عام 1960، نرى طفلة تمر قرب أوعية تحوي توابل معروضة للبيع في سوق بمدينة «ماو»، وهي واحدة من أطفال كثيرين في تشاد يعانون الأمراض ومشاكل تأخر النمو، بسبب سوء التغذية ونقص الطعام. وقد أثبت مسح حديث أجري على الأطفال هناك أن نحو 52 في المئة منهم يعانون من «التقزم» أو نقص النمو، الذي ينجم عن تناول سعرات حرارية أقل من اللازم، أو نقص التنويع في الأطعمة التي يتناولها الأطفال. لكن مشكلة الأطفال في البلدان الأفريقية الفقيرة، هي جزء من واقع عام يعاني فيه الجميع شح الموارد المتاحة، فضلا عن مشكلة الهدر والفساد، مما يقوض أحلام الصغار والكبار معاً في إيجاد حياة كريمة، أصبحت الآن أمنية بعيدة المنال وصعبة التحقق!