هنا في مشارف قرية «تيول» الواقعة على أطراف العاصمة الكمبودية «فنوم بنه» حضر هذا الصياد إلى بحيرة صغيرة ملقياً شباكه فيها، لعل وعسى أن تعود عليه بسمك وفير، يغطي بعض احتياجات أسرته الغذائية، ولمَ لا؟ فقد يفيض أيضاً شيء من الصيد عن حاجته ليبيعه في سوق القرية! فالأمل في أن تأتي الشبكة بصيد كثير يدر عائداً وفيراً هو ما يدغدغ خياله الآن، وهي أمنية مشروعة وجزء لا يتجزأ عادة من أماني أي صياد يريد أن يكافئه الحظ على ما يبذل من جهد واجتهاد. يذكر أن قطاعات واسعة من سكان كمبوديا يشتغلون في مهن فلاحية وتقليدية مثل الزراعة وتربية الماشية والصيد، وما زالت تلك البلاد تبذل جهوداً استثنائية للحاق بركب الصعود الاقتصادي الآسيوي، وخاصة أنها ما زالت تدفع ثمن الزمن الضائع على التنمية خلال فترة الصراع الداخلي، في عهد الخمير الحمر. ولذلك تعمل الآن بشكل حثيث لتعويض ذلك الزمن، وإن كان أكبر التحديات يبقى ماثلاً خاصة في المناطق الريفية، حيث تكاد البنية التحتية تنعدم، وتنخفض مستويات الدخل بشكل كبير.(اب )