في مؤلفه الجديد "الإخوان المسلمون في إدارة باراك أوباما"، يرى "فرانك جافني"، رئيس "مركز السياسات الأمنية"، أن هناك العديد من الأدلة على أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد باتت في "جيب الإخوان المسلمين"؛ منها مثلاً أنه في الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر هذا العام، أصدرت السفارة الأميركية في القاهرة بياناً تهاجم فيه منتقدي "الفاشية الإسلامية"، مستخدمة في ذلك لغة تقترب مع اللغة التي يستخدمها فرع الدعاية والعلاقات العامة بمكتب إرشاد الجماعة في القاهرة. ويقول الكاتب إنه لا يدري سبباً يدعو الولايات المتحدة لمهاجمة منتقدي الفاشية الإسلامية، رغم أن هذه الفاشية تحديداً هي التي شجعت الجهاديين الإسلاميين على القيام بهجمات الحادي عشر من سبتمبر الدموية، وقبلها الهجوم على مركز التجارة العالمي ذاته عام 1993 بتدبير من الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة حالياً. ويرى المؤلف أن الموقف الذي تتخذه إدارة أوباما حيال "الإخوان المسلمين"، ساهم في تسليم الشرق الأوسط برمته إلى أعداء أميركا، وأن الكثير من الأميركيين لا يفهمون حتى الآن كيف حدث ذلك، كما لا يدركون شيئاً عن تغلغل الإسلاميين في الإدارة، وهو تغلغل كان موضوع تحرك لأعضاء في مجلس النواب، مثل ميشيل باتشمان وتوم روني ولن ويست مورلاند، الأعضاء في لجنة الاستخبارات، والنائبين ووترينت فرانك ولوي جوهمرت عضوا اللجنة القضائية بالمجلس، عندما تقدموا بطلبات إحاطة إلى المفتشين العمومين للتحقق من صحة المعلومات القائلة بأن ثلاثة من أعضاء عائلة "هوما عابدين"، مديرة مكتب وزيرة الخارجية، لهم ارتباطات وثيقة بـ"الإخوان المسلمين"، وهو طلب لقي استهجاناً من بعض الصحف الليبرالية التي وصفت النواب المذكورين بأنهم "مكارثيون" يريدون إعادة إلى البلاد مجدداً تلك الحملات التي كانت تفتش في الضمائر، وتقوم بتوجيه اتهامات بالعمالة لكثيرين من الأميركيين في خمسينيات القرن الماضي، بل وجهت اتهامات للنواب بأنهم مصابون بـ"فوبيا الإسلام". لكن المؤلف يرى أن ذلك الهجوم على النواب لم يكن مبرراً، وأن الوضع في إدارة أوباما أسوأ مما وصفه المشرعون، ومما يتخيله معظم الأميركيين؛ وأن "هوما عابدين" ذاتها، وليس ثلاثة من أقاربها فحسب، متورطة في علاقات مع تنظيم "الإخوان المسلمين" في الولايات المتحدة. ويبين أن عابدين انضمت إلى طاقم هيلاري كلينتون عام 1996 إبان فترة ولاية زوجها الثانية في البيت الأبيض، وأنها رسخت مكانتها لديها إلى أن أصبحت من أقرب المقربين إليها، ثم واصلت صعودها في مراحل مختلفة، من البيت الأبيض، إلى مجلس الشيوخ عندما أصبحت كلينتون عضوة فيه، وصولاً إلى الحملة الانتخابية الرئاسية التي خاضتها عام 2007 و2008، حتى تعيينها وزيرةً للخارجية. وكانت عابدين تعمل بصفتها كبيرة الموظفين لدى هيلاري خلال حملتها الرئاسية، وقبل ذلك نائبة كبير الموظفين، خلال ولايتها في مجلس الشيوخ. وتناول المؤلف تفاصيل رسالة أرسلتها باتشمان وزملاؤها للمفتشين العموميين رأوا فيها وجود تغلغل عميق في أروقة الإدارة الأميركية من قبل "الإخوان"، وأن بعض الأشخاص الذين ارتبطوا بـ"الإخوان" يشغلون مناصب حساسة في وزارتي العدل والأمن الداخلي. ودعوا إلى "إجراء تحقيق لمعرفة هؤلاء الأشخاص، ومدى قدرتهم على النفاذ لمعلومات قيمة"، خصوصاً أن "الإخوان" حركة ذات جذور إرهابية، وهي جماعة غير ديمقراطية بطبيعتها، بل معادية للديمقراطية، سواء من حيث البنية أو الفلسفة. ويقول المؤلف، إن الخطورة تكمن في أن عابدين، من خلال منصبها الحساس، باتت "لها القدرة على الوصول إلى وزيرة الخارجية والتأثير في قراراتها السياسية"، وأن هناك وثائق نشرتها جهات إعلامية عربية تحظى بصدقية كبيرة كشفت عن علاقة أسرة عابدين بـ"الإخوان"، وتحديداً والدها الهندي وأمها الباكستانية الأصل صالحة عابدين التي كانت عضواً في تنظيم "الأخوات" في السعودية، وشقيقها حسن عابدين العضو الإخواني وثيق الصلة بالقرضاوي، كما يعرب عن دهشته وشكه بشأن الطريقة التي حصلت بها عابدين على ترخيص أمني أتاح لها الدخول للإدارة الأميركية، مع أنه عادة ما يتم في مثل هذه الأحوال تدقيق صارم في الخلفيات العائلية للمتقدمين. سعيد كامل المؤلف: فرانك جافني الكتاب: الإخوان المسلمون في إدارة أوباما الناشر: ديفيد هوروفيتز فريدوم سنتر تاريخ النشر: 2012