تدور هذه الطفلة الصغيرة، واسمها «ميرا»، لأوقات مديدة بين المتنزهين على ساحل بحر العرب بمدينة مومباي الهندية، لعلها تجد بينهم زبائن محتملين يبدون الرغبة في شراء إحدى المراوح الورقية التي تبيعها. وهي في الأساس تلميذة بإحدى المدارس الحكومية، لأن ظروف ذويها لا تسمح لهم بدفع مصاريف المدارس الخاصة الباهظة نسبياً. وبعد انتهاء الدوام المدرسي تتجه الطفلة الصغيرة إلى الشاطئ لبيع المراوح ومن خلال هذا الشغل الهامشي تساعد أسرتها الفقيرة، شبه المعدمة، التي تكاد تعتمد في معيشتها على الدخل الآتي من جهود "ميرا". يذكر أن الصعود الاقتصادي الكبير الذي عرفته الهند خلال السنوات الماضية لم يتمكن حتى الآن من احتواء كثير من مظاهر الفقر وضعف الدخل لدى شرائح واسعة من السكان، ولذلك ما زالت عمالة الأطفال، وأنشطة سوق العمل الموازية، والأعمال الهامشية هي البديل الوحيد لتلك الشرائح، من هنا وحتى تكتمل بقية قصة الصعود الاقتصادي وينال الجميع نصيبهم من مباهج التنمية. (ا ب)