استمرار فظائع الأزمة السورية... وتحدي نتنياهو للإرادة الدولية مخططات الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفظاعات المستمر في سوريا، وظهور قيادات جديدة في كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز، ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. «إسرائيل غير المسؤولة» تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، وفيها انتقدت إسرائيل بشدة بسبب مخططاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها موافقة السلطات الإسرائيلية مؤخراً على مخطط يقضي ببناء 1242 وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو" بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك ضمن سلسلة من مخططات الاستيطان الإسرائيلية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، وتشمل بناء آلاف الوحدات في مناطق مختلفة من الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب يونيو 1967. وأضافت الصحيفة أن موجة الاستيطان اليهودي، التي كانت جمدت في البداية بعد أن ندد بها المجتمع الدولي على نطاق واسع العام الماضي، يراد لها أن تكون رداً انتقامياً على الجهد الفلسطيني الناجح في الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر. والحال أن "الخطوة اللامسؤولة" التي أقدمت عليها إسرائيل، تقول الصحيفة، تزيد من صعوبة الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات. كما تزيد من إبعاد المتنافسين، وتبذر بذور العداء بينهم أكثر. وحسب الصحيفة، فقد كان لافتاً رد فعل الولايات المتحدة -أقوى حليف لإسرائيل- التي استعملت لغة حازمة على غير العادة لانتقاد إسرائيل، متهمة إياها بالانخراط في "نسق من الأعمال الاستفزازية". ومع ذلك، تضيف الصحيفة، فإن الانتقاد الشفهي غير كافٍ، في وقت يرى فيه الكثيرون في العالم أن دعم الولايات المتحدة الطويل لإسرائيل هو الذي شجعها على الإقدام على هذه هذه الخطوة المتهورة. كما ترى الصحيفة أن حقيقة أن فلسطين حققت فوزاً كاسحاً في جهدها في الأمم المتحدة ينبغي أن يبعث برسالة مفادها أن الانحياز الأميركي لإسرائيل أصبح مفتقراً للشعبية على نحو متزايد، مضيفة أن المعارضة القوية من قبل أعضاء المجتمع الدولي للمخطط الاستيطاني الإسرائيلي الجديد ينبغي أن تمثل أيضاً رسالة واضحة على أن الصبر مع إسرائيل بدأ ينفد. ثم اختتمت افتتاحيتها بالقول إن على الولايات المتحدة، التي تزعم أن لها مصلحة في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط أن تتخذ خطوات ملموسة لكبح إسرائيل والمساعدة على خلق الظروف المواتية لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. فظاعات في سوريا صحيفة «لوتون» السويسرية أفردت افتتاحية للتعليق على تقرير جديد للأمم المتحدة صدر مؤخراً حول الحرب في سوريا عن القاضية السويسرية الشهيرة كارلا ديل بونتي، مفوضة لجنة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا. التقرير يتحدث عن حرب تطفح بالفظاعات ما انفكت أخطارها تتزايد مع دخول أسلحة أكثر فتكاً ساحة القتال، وتنامي الطابع الطائفي للحرب، ما يعمق الكراهية العرقية والدينية؛ وظهور مجموعات مسلحة مختلفة غير واضحة المعالم، من جانب؛ و"لجان شعبية" مرتبطة بالنظام تزرع الرعب بطريقة خارجة عن السيطرة على ما يبدو، من جانب آخر. والأدهى من ذلك، تضيف الصحيفة، أنه أمام ساحة معركة "مغلقة ومتقلبة ويصعب التنبؤ بها"، فإن المساعدات الإنسانية باتت بدورها تواجه عراقيل متزايدة أيضاً. فهذا الأسبوع، طالبت الوكالات المختلفة التابعة للأمم المتحدة بـمليار دولار من أجل مساعدة الضحايا، تقول الصحيفة. والحال أنه على رغم الاحتياجات الموجودة على الساحة، إلا أن استعمال هذا المال ليس أمراً أكيداً، وذلك لأن دخول الوكالات والمنظمات الإنسانية إلى سوريا مازال صعباً ومحفوفاً بالمخاطر بسبب استهداف عمال الإغاثة، الأمر الذي يحول حتى دون القيام بتقييم دقيق لاحتياجات السكان العالقين وسط القتال. والنتيجة، حسب الصحيفة، هي أن المساعدات الإنسانية، التي تضطر إلى أن تسلك طرقاً التفافية في كثير من الأحيان، لا تعمل إلا على تقوية شبكات المهربين، وتغذية عصابات الحرب، وتزييت دواليب النزاع. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الجهود الدبلوماسية الدولية يبدو أنها انتعشت بعض الشيء خلال الأيام الأخيرة؛ حيث عاد الروس، الذين لطالما اعتبروا معرقِلين، للظهور في المشهد ساعين لإيجاد حل ما زال عصي المنال. الربيع تحول شتاءً صحيفة «ذا أستراليان» الأسترالية اعتبرت ضمن افتتاحية لها أن التقديرات الأممية الجديدة التي تفيد بأنه بحلول بداية 2013 سيكون أكثر من مليون سوري قد أُرغموا على الفرار من حمام الدم المروع في بلدهم تمثل تذكيراً قاتماً بأن الاضطرابات في الشرق الأوسط بدأت تفرز نتائج تعتبر نقيض الكثير من مشاعر الأمل والتفاؤل التي أثارها "الربيع العربي". وقالت في هذا السياق إنه على رغم كون الأمور مزرية في سوريا (في وقت بلغت فيه حصيلة القتلى 45 ألفاً)، فإنها لا تبدو استثناءً مقارنة مع ما تعرفه دول أخرى. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الحديث المتشائم عبر المنطقة حالياً للأسف، ولاسيما في بلدان الربيع العربي، هو عن خريف إسلامي أو شتاء سلفي. ولكنها ترى أن ذلك ينبغي ألا يشكل مفاجأة لأنه إذا كانت السنة قد بدأت مع توقع الكثير، فإنها تختتم وسط أكبر تخوف بشأن منطقة مهمة للغاية بالنسبة لآمال السلام. ففي مصر، تقول الصحيفة، تراجعت مشاعرَ الفرح والإثارة التي سادت ميدان التحرير، بعد إسقاط ديكتاتورية مبارك بسبب تصميمُ جماعات الإسلام السياسي، بأنصار لا يتعدى حجمهم 25 في المئة من السكان. على أن ذلك لم يقتصر على مصر فقط، لأنه في أماكن أخرى أيضاً مثل تونس وليبيا وغزة، تقول الصحيفة، سعى "الإخوان المسلمون"، من خلال فروعهم المحلية، إلى تأكيد وجودهم على نحو مماثل في سعيهم وراء السلطة باسم الإسلام، كما تقول. قيادات آسيوية جديدة صحيفة «تايمز» الكورية الجنوبية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على اكتمال تغيير القيادة في ثلاثة بلدان كبيرة ومهمة في شمال شرق آسيا الأسبوع الماضي مع انتخاب بارك جيون هاي كأول امرأة تتولى منصب رئاسة كوريا الجنوبية؛ حيث تم انتخاب شي جينبينج لقيادة الصين وسيُنصب رئيساً لأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان في مارس المقبل؛ هذا في حين أصبح شينزو آبي رئيس وزراء اليابان يوم الثلاثاء الماضي، بينما ستُنصب بارك أواخر فبراير المقبل. وحسب الصحيفة، فإن الزعماء الثلاثة يواجهون مهمة مشتركة تتمثل في ضمان السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا، ولكن احتمالات التعايش والتعاون في المنطقة ليست مشرقة بالنظر إلى تعمق النزاعات الناتجة عن "الحكم الاستعماري الياباني الماضي والنزاعات الترابية". وبدلاً من ذلك، تقول الصحيفة، فإن المشهد يبدو مظلماً وضبابياً إلى درجة يصعب معها توقع الأشياء في المستقبل القريب. البلدان الثلاثة تشكل قرابة 20 في المئة من الاقتصاد العالمي، من حيث الناتج المحلي الخام بإجمالي سكان يناهز 1,6 مليار نسمة. ومع ازدياد قوة الصين، فإن مزيداً من الاهتمام أخذ يولى إلى هذه المنطقة. ومن أجل ضمان السلام عبر العالم، تقول الصحيفة، من الضروري أن تعمل البلدان الثلاثة على حل نزاعاتها، وتحسين تعاونها الثلاثي. إعداد: محمد وقيف